رئيس التحرير
عصام كامل

الصراع السعودي الإيراني يهدد بحرب أهلية في لبنان..عدم الاتفاق على رئيس يعمق الأزمة رغم تمديد ولاية البرلمان..رئيس الحكومة يعترف:"الحل في يد دول إقليمية".. 8 و14 آذار تحالفان يعقدان الأوضاع داخليا

 البرلمانى اللبنانى
البرلمانى اللبنانى

قرر البرلمان اللبناني تمديد ولاية أخرى للبرلمان لمدة أربع سنوات وتجاهل الانتخابات الرئاسية ومنصب الرئيس الشاغر منذ خمسة أشهر في البلاد رغم ما يعاني فيه الجيش اللبناني من سيطرة عدد من مقاتلي جبهة النصرة على بلدة عرسال الحدودية واختطاف أكثر من 30 جنديا لبنانيا منذ أكثر من ثلاثة أشهر ما اعتبره عدد من المحللين إنذارا بحرب أهلية قريبة.


تبدأ القصة بخلو منصب رئيس الجمهورية وامتناع الأحزاب اللبنانية الممثلة في البرلمان عن اختيار رئيس جديد كما يقضي بذلك الدستور اللبناني وكان الصراع على من له الحق في تولي رئاسة لبنان.

تحالفان
ويدير هذا الصراع تحالفان هما تحالف 8 آذار الذي يقوده حزب الله مع عدد من الأحزاب الأخرى ويرفض تولي العماد "ميشيل عون" الذي يحاول التحالف الآخر والمعروف بـ"14 آذار" ويقوده السياسي اللبناني الدرزي وليد جنبلاط مع حزب الكتائب اللبنانية، فرض ميشيل رئيسا للبلاد وهو ما أدى إلى حالة من الشلل أصابت الساحة السياسية اللبنانية.

استمرت المفاوضات خلال الأسابيع الماضية إلى أن فوجئ الجميع بإعلان البرلمان اللبناني بتمديد الولاية لفترة أخرى وفقا للدستور وهو ما اعتبره محللون أمرا خطيرا.

وقال سامي عطا الله المدير التنفيذي للمركز اللبناني للدراسات السياسية في مقال بصحيفة ديلي ستار اللبنانية أن تمديد فترة المجلس يدفع بلبنان خطوة أخرى بعيدا عن الإصلاح وشل النظام السياسي.

وتمديد أربع سنوات للبرلمان يراه الكثير نتيجة لصراع إقليمي بين إيران الشيعية المؤيدة لحزب الله وبين السعودية السنية التي تتمتع بنفوذ قوى داخل لبنان وبفضلها تم تشكيل حكومة لبنان في فبراير الماضي بعد فراغ كاد أن يقضى على البلاد بجانب خلو منصب الرئيس.

في يد إقليمية
ويؤكد هذا الكلام رئيس الحكومة اللبنانية "تمام سلام" الذي قال في حوار له مع وكالة رويترز: "إن كل شيء مرتبط ببعضه وإذا كنا نتطلع لحل مسألة الرئاسة فلا بد من حل لمشاكل كل المنطقة" وهو ما اعتبره الكثير دليلا واضحا على أن اختيار رئيس للبنان أصبح في يد إقليمية أكثر من أي شيء آخر.

وأبدى تمام سلام رئيس الحكومة اللبنانية قلقه من نشوب حركة أهلية داخلية في الوقت الذي تنشب فيه حرب على الحدود بين الجيش اللبناني ومتطرفين في مدينة عرسال.

والحل الوحيد الذي ينتظره اللبنانيون -الآن- هي توقيع اتفاقية شبيهة باتفاقية قطر 2008 التي تم من خلالها تشكيل حكومة لبنانية والاتفاق على رئيس كما حدث مع ميشيل سليمان رئيس الجمهورية السابق.
الجريدة الرسمية