رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. "ذيب".. الطفل الذي فاجأ جمهور مهرجان القاهرة

فيتو

تطورت السينما الأردنية بشكل كبير وأصبحت تخرج لنا أعمالًا مهمة، حيث نجح الأردنيون في استغلال أرضهم التي تمتلئ بالمناظر الطبيعية الخلابة والصحراء لإنتاج أكثر من فيلم رائع تخدم الأردن من عدة نواح، أولاها من الناحية الفنية، حيث قدمت السينما الأردنية في الفترة الأخيرة عدة أفلام جيدة تعبر عن تطور السينما الأردنية من حيث التصوير والإخراج والأفكار المختلفة، وثانيها هو الترويج السياحى للأردن، حيث يتم استخدام معالم الأردن الطبيعية في جلب السياحة وتوجيه أنظار العالم لها، وهو ما نجح فيه الأردنيون في الفترة الأخيرة بنسبة كبيرة، حيث أصبحت الأردن مقصدا لمخرج هوليوود لتصوير بعض مشاهد أفلامهم بها، إلى جانب دولة المغرب، خاصة بعدما أغلقت مصر أبوابها في وجوه مخرجى هوليوود، بسبب المبالغة في المقابل المادى الذي تطلبه السلطات لتسمح بالتصوير، إضافة إلى الروتين القاتل الذي يكرهه الأجانب.


وقد مثل فيلم "ذيب" الأردن في مهرجان القاهرة السينمائى، والذي يعرض ضمن برنامج "آفاق السينما العربية"، حيث تعود قصة الفيلم في بداية القرن العشرين، إلى طفل عمره "١٠ سنوات" يعيش مع شقيقه الأكبر في إحدى القبائل بالأردن، وفى الوقت الذي خرج فيه شقيقه إلى الصحراء كـ "دليل" مع أحد عساكر الإنجليز، يتبعه الطفل دون أن يراه ليصل إليه في النهاية ويرافقه في رحلته التي تنتهى بقتل شقيقه والضابط الإنجليزى والمرافق الثالث لهم، وينجو الطفل بأعجوبة، ويظل في الصحراء إلى أن يجد أحد قاتلى شقيقه مصابا في ثانى يوم، ولكنه لا يقتله بعدما يقنعه بأنه لن يخرج من الصحراء دون مساعدته، ولكنه يقتله في النهاية بعدما يكتشف أنه قتل شقيقه بهدف السرقة.

الفيلم كان خير ممثل للسينما الأردنية في المهرجان، فقد تمتع بكل عوامل جذب المشاهد، فالقصة مختلفة وجديدة وتبرز انتصار الغريزة حتى عند الأطفال، كما توضح أن الظروف الصعبة التي يمر بها أي شخص مهما كان عمره تساعد على تحول شخصيته، إضافة إلى الصورة الجميلة التي خرج بها الفيلم، فقد أبدع المهرج في اختيار أماكن التصوير التي أبرزت جمال الأردن ومعالمها الطبيعية وصحرائها الخلابة، إضافة إلى المناطق الجبلية التي ساعدت في ظهور صورة مختلفة للفيلم، وعن الأداء التمثيلى فحدث ولا حرج، أداء أكثر من رائع لأبطال العمل، خاصة الطفل الصغير الذي تفوق على الجميع، فلم يتخيل أحد أن طفلا بهذا العمر يستطيع التمثيل بالحركات وتعبيرات الوجه، فقد كانت ردود أفعاله مفاجئة للجمهور في كل مشهد، وبسبب جمعه لكل عوامل النجاح كان من الطبيعى أن يحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا في مهرجان القاهرة.

وقد كان من المقرر عرض الفيلم مرتين فقط في مهرجان القاهرة، مثله مثل أي فيلم آخر، إلا أن الزحام الذي شهده العرضان الأول والثانى منع عددا كبيرا من الجمهور من حضوره خاصة بعد قطعهم تذاكر الفيلم، لذلك قرر مسئولو المهرجان بالاتفاق مع منتج الفيلم إقامة عرض ثالث "استثنائى" للفيلم، وقد دفع هذا النجاح إحدى شركات التوزيع المصرية للتعاقد مع منتج الفيلم على عرضه في مصر، ليصبح أول الأفلام الأردنية التي يتم عرضها في السينمات المصرية، خاصة أن هذا الفيلم قد تم تكريمه في أكثر من مهرجان مثل مهرجان "أبو ظبى"، كما حصل على تكريم خاص من لجنة الحكام بمهرجان لندن الدولى للأفلام وحصل على جائزة أفضل مخرج ضمن قسم آفاق جديدة من مهرجان فينيسيا السينمائى.

الفيلم من بطولة الطفل جاسر عيد، حسن مطلق، حسين سلامة، مرجى عودة، وجاك فوكس، ومن إخراج "ناجى أبو نوار".
الجريدة الرسمية