رئيس التحرير
عصام كامل

زينب مهدي تكشف أسباب انفصالها عن «الإخوان»: قياداتها تفكر بخبث

الناشطة زينب مهدي
الناشطة زينب مهدي

نشرت زينب مهدي، الناشطة بحملة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، إبان الانتخابات الرئاسية عام 2012، ,والتي عثر عليها منتحرة داخل شقتها مساء اليوم الخميس، مقالًا على صفحتها بموقع «فيس بوك»، في سبتمبر 2011، توضح فيه أسباب انشقاقها عن جماعة الإخوان الإرهابية، تحت عنوان «ثم انفصلت».


وإلى نص المقال:
نزل عليّ الخبر بالأمس كالصاعقة.. حدثتني مسئولتي في الهاتف وقالت لي: زينب إنتي لست معنا.. جاء أمر معمم على الشعب من مكتب الإرشاد بفصل أي شخص في الجماعة منتمٍ للحملة «حملة أبو الفتوح».. يومها بكيت وبشدة، لن أبالغ حينما أقول إنني لم أكن أشعر بما حولي إطلاقًا، وثرت بعد أن أغلقت معها الهاتف، وقلت كيف يحدث هذا.. كيف؟.. كيف يربط شخص ما حياتك الدعوية جماعتك لحمك دمك روحك فكرك الإسلامي مشروعك بقرار سياسي بمشاركة في حزب؟.. كيف أهان أمرنا إلى هذا الحد؟

الإمام الشهيد (تقصد حسن البنا)، كان يترك لأفراده حينها حرية الانضمام للأحزاب «الوفد ومصر الفتاة»، لم يضع على تفكيرهم وانتمائهم الحزبي أي سياج فكري، فكيف اليوم تأتي وتقول لي يجب أن تكون معي في الجماعة والحزب؟!.. إن أردت أن تعمل سياسة فاعمل في الحزب.. ما هذا، كيف يرضى الله عز وجل أن أربط حياة شخص الدعوية بموقف سياسي انضمام لحملة أو انضمام لحزب، ولا سيما إن كان هذا الحزب حزب بنفس مرجعيتي؟.. هل يهم تنفيذ المشروع الإسلامي بغض النظر على من ينفذه.
أم أنه يجب أن أنفذه أنا بغض النظر عما سيأتي بعده؟.

إن قرار مجلس شورى الجماعة ليسوا منوطين به من الأساس، فعندما أنشئ الحزب أصبح كل أمور الجماعة السياسية يجب طرحها في الحزب، فلا يصح الربط بين الاثنين، فمنتهى المهزلة أن تقول لي مسئولتي إن الحزب لن يضم بالتأكيد أفرادا يدعمون أبو الفتوح، فهل يجب أن أوافق قرار جماعة الإخوان سواء كنت مسلما أو مسيحيا حتى انضم للحزب؟، لقد وضعت الجماعة شبابها في معادلة فاسدة فهيهات هيهات بين الموقف السياسي وبين الفكر الذي أسسه الإمام الشهيد.
إننا نشوه الفكر.. فكرة الإمام الشهيد باقية ما بقيت السماوات والأرض، ولكننا نذهب بالتنظيم الذي يجب أن يحميها إلى الضياع..
العقد ينفرط كل يوم، يخرج من الجماعة من يفكر ويبقى فيها إلا من رحم ربي.

خرجت ولم أجادل مع مسئولتي لأن مهما جادلت فذاك هو ما يحدث، خرجت ولم أجادل لأن القليلين في الجماعة هم الذين يفكرون.
خرجت ولم أجادل لأني لا أقدس أفراد فالدكتور عبد المنعم الأفضل بفكره الأفضل بكل ما فيه وأنا أدعمه لأجل فكره فلو وجد أفضل منه وبفكر أشمل سأدعمه فنحن نعمل لله، لم يمر على يوم صعب كالأمس، كنت متعبة للغاية، فلم يحب أحد الفكرة كما أحببتها ولم يحزن أحد على تركها كما حزنت.. جماعتي حبيبتي جماعة حسن البنا أنا تركتك مرغمة اخرجوني منك، زعموا أنهم يخيروني ولكن كيف أمسك غيري من الإيد التي توجعه وأقول له إن صرخت لن احادثك؟.. كيف يقول لي والدي لا تنامي وإلا حرمتك من المصروف وهو يعلم جيدا إني متعبة ولم أنم منذ أسبوع؟.. وهم الاختيار بين إجابة واحدة وهم لم يقنعوني بالإجابة التي يريدونني أن اختارها ولا يردون على أقاويلي.

جماعتي حبيبتي احبك لم يستطيعوا استيعابي.. لم يستطيعوا فهمي وفهم غيري فاخرجونا ونفوا خبث الدعوة الذين اعتبروهم نحن.
نحن الذين نفكر خبث.. نحن الذين نحاول الوصول للحق بإعمال العقل خبث.. نحن من نفذنا ما كانوا يعلمونا إياه على مر الوقت أن نقول كلمة الحق ونحن الآن نطبق ما قالوا خبث.. لما هذا ولما يحدث هذا؟

هذا البناء الفكري العظيم ينفرط عقده، وقت أن بلغتني المسئولة وبكيت يومها عزمت على الذهاب للمركز العام وأن أقول كل ما بداخلي، ولكن أخ عزيز اعلمني أنهم لن يسمعوكي لقد اخذوا القرار ولن يتراجعوا فيه فلقد سبقك لها س منذ 5 سنوات ورجع شعبته وجد قرار فصله، فلا تحاولي.. أتمنى أن تكون جماعتي التي مازلت أحمل فكرتها وسأعمل من أجل الفكرة ليوم الدين.. اتمنى أن تصبح أفضل من هذا أن تصبح بوتقة لتلاقي الإبداعات وليس لقتلها.. اتمنى أن نفهم فكر الإمام الشهيد حقا وفكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاهتمام بالشباب.. فالجماعة الآن في صراع بين فكر الإمام الشهيد فوكر جديد ليس منها (رأي شخصي).. حقا لم أبك يوما على تركي شيء كتركي جماعة الإخوان المسلمين.. واريد من الجميع أن يدعو لي بشدة أن يوفقني الله للخير.

الجريدة الرسمية