رئيس التحرير
عصام كامل

إمام المسجد الكبير في العاصمة الكندية: لو ابني ارتكب جريمة هبلغ عنه

فيتو

• الحكومة الكندية لا تسيطر على المساجد
• طبيعي أن ترسل الدولة مسئولين لتسجيل الخطب والاطمئنان لعدم وجود تطرف

• يوجد تعاون دائم مع الحكومة لحل أي مشاكل للمسلمين
• المسجد يرتاده مسلمون من 62 دولة
• الدولة الكندية حريصة على توصيل رسائل طمأنة بعدم السماح بأى انتهاكات للمسلمين
• نعم هناك تفاهمات مع الدولة الكندية
*المسئولون هنا يستشيروننى في مشكلة الإرهاب
• ليس هناك تدخل من قريب أو من بعيد في إدارة المساجد. لا أحد هنا يقول لي قل هذا أو لا تقل هذا
• أركز في خطبى على قضية الاندماج في المجتمع
•الغالبية تسأل عن تهنئة غير المسلمين بأعيادهم وحكم أكل اللحوم


حاوره في أوتاوا – سعيد شعيب

أكد الشيخ سامي متولى إمام المسجد الكبير في العاصمة الكندية أوتاوا، أنه لو وجد ابنه سيرتكب جريمة ضد جاره، فسوف يبلغ عنه فورًا.
وأشار في حوار لــــ "فيتو" إلى أن الحكومة الكندية لا تسيطر على المساجد ولا تتدخل في عملها، فلا يوجد أحد يطلب مني أن قول كذا أو كذا في خطبي، سواءً قبل الهجمات الإرهابية التي حدثت مؤخرًا أو بعدها، وأكد أنه يدين الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها كندا مؤخرًا، مشيرًا إلى أنه طوال الوقت وخاصة بعد هذه الهجمات يؤكد في خطبه على أن دماء وأعراض وأموال غير المسلمين حرام.
وقال الشيخ متولي الذي يتولى إمامة ثاني أقدم مسجد في كندا وأكبر مسجد في أوتاوا إنه من الطبيعي أن تراقب الدولة الكندية وأي دولة المساجد وغيرها من دور العبادة، لكنهم لا يتدخلون، فلا يقولون لي قل ذاك ولا تقل ذاك، وأضاف أن الحكومة والمعارضة ومؤسسات الدولة الكندية حريصة على توصيل رسائل طمأنة للمسلمين وأنها لن تسمح بأي انتهاكات ضد أي مواطن كندي، بمن فيهم المسلمون.


* منذ متى وأنت إمام للمسجد الكبير في أوتاوا؟
- أنا مصري وأشرف بذلك، أنا هنا منذ نحو 3 سنوات، أنا خريج جامعة الأزهر، خريج كلية اللغات والترجمة قسم الدراسات الإسلامية، كنت أعمل في موقع إسلام أون لاين، حيث كنت أرد على أسئلة القراء الدينية من كل أنحاء العالم بما فيها مصر، ولي خبرة طويلة في العمل الدعوي، وحصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية والعلاقات الإسلامية المسيحية من هارتفورد سمينري بأمريكا وهي درجة علمية تركز على الحوار بين الأديان والقبول بالآخر.
* كيف تم اختيارك للعمل في المسجد؟
- الحمد الله كنت إماما وأنا أدرس في أمريكا، اختيار الأئمة له إجراءات طويلة منها الإعلان عن المواصفات المطلوبة، والمسجد هنا له خبرة طويلة في اختيار الأئمة، فله شروط منها التعليم الأكاديمي والمعرفة بالعلوم الشرعية وإجادة اللغة الإنجليزية، وخبرة بالغرب، وبالظروف التي يعيش بها المسلمون هنا في الشمال الأمريكي تحديدًا.
 
* هل شرط أن يكون خريج الأزهر؟
- عمليًا كل الأئمة الذين عملوا بالمسجد من خريجي الأزهر، لكن التقدم للوظيفة لا يضع هذا الشرط، فيتقدم إليها من كل مكان في العالم.
 
* هل طبيعة عملك هنا كإمام مختلفة عن مصر؟
- هناك أواجه اختلافا، فالقضايا وأسلوب الخطابة هنا مختلف، أركز هنا على قضية الاندماج في المجتمع وكيف يخدم المسلم المجتمع الذي يعيش فيه، قضايا طارئة مثل حادثة أوتاوا الإرهابية وركزت فيها على حرمة الدماء والأعراض والأموال للمسلمين وغير المسلمين، وقضايا أخرى مثل مشاكل الصحة العقلية التي يحتاج أصحابها إلى دعم، ومساعدة كبار السن، ومشاكل الشباب والحفاظ على الهوية والأخلاق الإسلامية وتقديم النموذج الصالح في المجتمع.
 
* هل المسجد يقدم مساعدات مالية؟
- نعم للفقراء يوجد لجنة للزكاة هي التي تقرر طبقًا للقانون الكندي.
 
* ما الذي يشغل المسلمين هنا ويسألونك عنه؟
- تطرح هنا أسئلة كثيرة عن التأمين على الحياة وشراء البيوت السكنية بقرض من البنوك التقليدية ومدى مشروعيتها وحكم المشاركة في الاحتفالات الدينية أو الثقافية مثل الهالويين أو الكريسماس حلال أم حرام، تهنئة غير المسلمين بأعيادهم حلال أم حرام، وما حكم أكل اللحوم المذبوحة بواسطة غير المسلمين.

* والشباب؟
- بعض الشباب يسألون عن العلاقات الأسرية والعلاقة بشكل خاص مع الأب، وعن البوي فريند والمخدرات.
 
* وماذا يكون ردك في البوي فريند؟
- أولا أن يأتي الشاب ويسأل عن هذا الأمر هو دليل على نيته في التغيير وعن إحساسه بالذنب، فمسألة العلاقة بين الشاب والفتاة التي تتم في إطار غير شرعي مقطوع بحركتها في الإسلام، ولكن أولا أستمع جيدا للشاب وأسأل عن ظروفه وأحواله وعلاقته بأبيه وأمه ما يجعله يطمئن ويسأل أسئلة كثيرة، ثم أوضح له حكم الإسلام في جميع الأمور التي طرحها مع التركيز على أن باب التوبة مفتوح دائمًا وأن هناك بديلا حلالا ألا وهو الزواج.

* يقول البعض إنه يتوافر فيها شرط الإشهار والقبول المطلوب للزواج وهذا يجعلها شرعية في بلاد مثل كندا؟
- الزواج مختلف عن البوي فريند، حتى الزواج الذي نسميه "عرفي" في مصر مختلف، ففي مثل هذه العلاقات لا يوجد إشهار لزواج، فلا نية له أصلًا ولا مهر و"لا فيه أي حاجة”.
 
* علمت أن في المسجد مسلمين من 62 دولة، هل هذا يشكل عبئا عليك؟
- الأمر لا يختلف في الخطابة، ورغم أنني الإمام الأساسي للمسجد إلا أنني أرحب بوجود خطباء آخرين من بلاد مختلفة مثل باكستان أو الجزائر أو لبنان، أو خطباء من مدن أخرى في زيارة لأوتاوا.
 
* هل فهم المسلمين غير الناطقين بالعربية مثل المسلمين العرب؟
- هم مسلمون لا يتحدثون العربية، مثل الجالية الباكستانية، فهي تأتي بعد الجالية اللبنانية من حيث العدد، وفيهم ناس على علم كبير، ولا تجد فروقًا كبيرة بينهم وبيننا، ومن الممكن أن تجد من بينهم من يفهم الإسلام أكثر من كثير من العرب. وهناك مسلمون جدد يدخلون إلى الدين الحنيف وهؤلاء يأتون ليشهروا إسلامهم، وقليل منهم من يداوم على الحضور للمسجد.
 
* هل توجد حالات خروج من الإسلام هنا في كندا؟
- نعم من بين المسلمين الجدد وغيرهم.
 
* هل المساجد تحت الرقابة في كندا؟
- المساجد مفتوحة ويأتيها كل الناس، وأمن المجتمع مسئولية مشتركة بين الناس كلها، وينبغي أن نفهم أنه طبيعي أن الدولة تسعى لتأمين كل المواطنين مسلمين وغير مسلمين، الشيء الذي أستطيع قوله وأفخر به ليس هناك تدخل من قريب أو من بعيد في إدارة المساجد، فلا يأتي أحد ليقول لي قل هذا أو لا تقل هذا.
 
* هل هناك تفاهمات بينك وبين الدولة الكندية؟
- من أي ناحية؟
 
* يطلبون مقابلتك واستشارتك؟
- هذا شيء طبيعي، نعم يطلبون استشارتي لو أن هناك مشكلة، مثلا الإرهاب الذي حدث مؤخرًا، ولدينا برنامج الأحد القادم سيحضره اثنان من ضباط الشرطة لكي يشرحا للناس دورهم، ولو واجه أي منهم مشكلة إجرامية أو عنصرية أو طائفية، فبعد الحادث الإرهابي تعرض بعض المسلمين لمشاكل، وأحب البوليس أن يتأكد من أمان كل المواطنين بمن فيهم المسلمون، شيء طبيعي أن الدولة الكندية ترسل مسئولين لكي يسمعوا الخطب ويسجلوها ويسألوا الناس لكي يعرفوا الأفكار.
 
* هل هناك جلسات جمعتك مع مسئولين كنديين لمناقشة التطرف ومواجهته؟
- نعم، لقد قلت من قبل، إنني لو رأيت ابني سيرتكب جريمة ضد جار، سأكون أول من يبلغ عنه، هذا واجب ديني شرعي إسلامي، أمان المسلمين وغير المسلمين واجب علينا جميعا، من حين لآخر يحضر إلى المسجد في حضوري وحضور إدارة المسجد البوليس الفيدرالي، ويسألنا عن أي مشاكل تواجهنا، على سبيل المثال توجد فتاة تعرضت لجريمة شرف وهي لا تستطيع أن تذهب علنًا للبوليس أو المحكمة، ونطلب مساعدتهم، وكل أشكال التعاون هنا معلنة ولا يوجد شيء سري.
الجريدة الرسمية