رئيس التحرير
عصام كامل

وزير في موقف عصيب


"ما تراه فشلا ذريعا قد يراه غيرك نجاحا"... تلك هي القاعدة التي تيقنت منها عقب اجتماع مجلس تحرير فيتو بعد صدور العدد الورقي لهذا الأسبوع تحت عنوان "الوزير الفاشل" قاصدا وزير الداخلية، حيث دارت مناقشات ساخنة بين أعضاء مجلس التحرير خاصة وأن الوزير اللواء محمد إبراهيم قد قاد الجهاز الأمني فى لحظة تاريخية أقل ما توصف به أنها لحظة عصيبة استطاع خلالها أن يقدم نفسه كرجل أمن محترف ووطني غيور ومقاتل قادر علي إدارة دفة الأمور بحنكة وحكمة.


قال أحد أعضاء مجلس التحرير إن المانشيت قد جانبه الصواب لأنه تناسى أن إبراهيم هو البطل الحقيقى لعدد من المعارك الوطنية أولها جرأته في اتخاذ القرار عندما لان البعض وتخاذل آخرون ولزم فريق ثالث الصمت.. وأضاف: لايجب لمصر أن تنسي أن محمد إبراهيم كان صاحب قرار تاريخي في وقت كان الضباب يغلف فيه الساحة وعندما رقص البعض علي جميع الحبال كان هو مصريا خالصا وتصدي للتحدي القائم دون أن يفكر في ذاته أو أسرته أو مستقبله وخاض المعركة دون هوادة .


وقال آخر إن نقد الوزير لا يعنى أننا نغفل اللحظة التاريخية التي تحدي فيها الإرهاب ولا يعنى أننا نتجاهل أنه صاحب المبادرة الإيجابية التي نقلت البلاد من سطوة الإرهاب إلى رحابة الحرية والقدرة على نقد الذات.. وأضاف: بالعكس فإن نقد الوزير يعني أننا نثمن تجربته ونقدرها ونؤمن بأنه يمكن تطويرها لتتواءم مع مستجدات التحدى .


واندلع نقاش من نوع آخر بين المجتمعين حيث تحدث بعضنا أن تضحيات الجهاز الأمنى وقدرته على العودة مرة أخري ليكون صاحب المبادرة بدليل القبض علي عدة مئات من شبكات وخلايا الإرهاب في فترة وجيزة بالقياس إلي عمر الوطن .. أشاد البعض بالوزير بينما رأى فريق آخر أن الضغط الآن علي الوزير والوزارة من شأنه أن يلفت الانتباه إلى ضرورة طرح قضية النظر بعين الاعتبار إلي تسليح العاملين بالوزارة بكافة الأدوات التي تمكنها من أداء دورها لحماية أرواح أبنائنا من خطر الإرهاب الذى يتنامى.


ومع هذا التطور في النقاش اقترح البعض تناول قضية الإعداد النفسى والبدني لأبناء الجهاز الأمنى بما يواكب المرحلة وخطرها خاصة وأن الأدوات لم تتطور بالشكل الذى يحمي الأفراد من خطر الإرهاب وذلك لن يتأتي إلا بالتفهم الكامل لما تواجهه وزارة الداخلية من خطر يتهدد أبناءها بل وتجربتها ودورها في فترة هي الأخطر فى عمر الوطن.


وأيا كانت الآراء وتضاربها فإنه لا يمكن لمنصف أن ينكر أن استعادة صور ليست بعيدة في عمر وزير الداخلية داخل الوزارة يدرك أننا انتقلنا من مرحلة فض اعتصامات الإرهاب إلي مرحلة التواجد الأمني فى كل شارع وحارة وهو مايجب أن يحسب للواء محمد إبراهيم الذي يتجول بين ضباطه وجنوده في مواقع الخطر دون تردد أو خوف .
ولأن القضية تستحق ماهو أبعد من النقاش حول دقة مانشيت من عدمه فإننا سنتناول التفاصيل الكاملة لما حدث في مصر أمنيا طوال الفترة الماضية في مقالات قادمة إن شاء الله .

 

الجريدة الرسمية