رئيس التحرير
عصام كامل

المغرضون.. ومكافحة الإرهاب!


الإرهاب قديم، وقد عكفت الأمم المتحدة على دراسة ظاهرته لكنها لم تصل إلى إجماع حول تعريف محدد له، رغم أننا لسنا بحاجة لهذا التعريف، فتداعياته المأساوية لا تحتاج لتنظير بقدر ما تحتاج لخطوات عاجلة رادعة.. صحيح أن الإرهاب لم ينجح مطلقًا في تحقيق أهدافه؛ لأنه مسلك خاطئ في حل أو التعاطي مع المشكلات الحقيقية.. الإرهابيون قادرون على احتجاز رهائن وزرع قنابل وقتل أفراد وتنفيذ هجمات انتحارية لحصد أرواح العشرات بل المئات ونادرًا ما يكونون قادرين على ترجمة تلك الأفعال في صورة مكاسب سياسية ولم ينجح الإرهاب في هزيمة أي دولة.

مواجهة تتطلب منظومة متكاملة لا تقتصر فقط على الناحية الأمنية وإن كانت هي الأهم بل لابد من مواجهة فكرية للجماعات الإرهابية لتجفيف منابع هذا الفكر المغلوط.. وهو ما يدعو للتساؤل.. هل معقول أن تكون انتخابات البرلمان على الأبواب، ولم تتخذ الحكومة قرارًا بشأن الجماعات والأحزاب الدينية التي صدر حكم قضائي بوقف بعضها..!!

الخطاب الديني في حاجة لتجديد يفند أسانيد التطرف، وكذلك الخطاب الإعلامي والسياسي من جانب الأحزاب والنخبة.. وحسنًا ما فعله رؤساء تحرير الصحف والفضائيات بإعلانهم ضرورة التوقف عن نشر بيانات التحريض ضد الدولة وأخبار ونشاطات الجماعة الإرهابية ومن يساندها ومن تسلل الداعمين للإرهاب إلى ساحات الإعلام والوقوف بقوة خلف الدولة في حربها ضد الإرهاب.. وعلى نقابة الصحفيين أن تبادر بشطب أعضائها الذين يعملون بالجزيرة أو وسائل إعلام أي دولة معادية، فمصر في حاجة لدعم إعلامها الحر لاسيما في مواجهة أبناء الجيل الرابع من الحروب الذين يتخذون الإعلام وسيلة لتفكيك الدول وتدميرها.. فهل تفعلها نقابة الصحفيين؟!

أما ما يزعمه المشككون والمغرضون بأن ما تم اتخاذه من إجراءات استثنائية لمواجهة الإرهاب سوف يؤثر على الحقوق والحريات.. فلا مجال هنا للمراهقة السياسية حين يتعرض أمننا القومي للخطر، وحين تحتاج معركة البناء إلى تضافر الجهود والاستقرار لإنقاذ مصر من السقوط، وهي إن شاء الله عصية عليه، في رباط إلى يوم الدين مهما يحاول تجار الدين ووكلاء حروب الجيل الرابع الذين آن الأوان أن يتواروا خجلًا كما آن لأمريكا وغيرها أن تتوقف عن التدخل في شئوننا أو ممارسة الابتزاز بورقة حقوق الإنسان وأن تطبق شعاراتها على نفسها أولًا.. فإرادة المصريين خارج الوصاية والإملاء !! 
الجريدة الرسمية