رئيس التحرير
عصام كامل

شباب زي الورد


«أنا مدين لكم باعتذار لأننا جلسنا على المنصة وتركناكم تجلسون في المدرجات، كان الأحرى بنا تبديل مواقعنا».. وهذا ما وجدت نفسي أقوله تلقائيا لنحو ٥٠٠ طالب وطالبة من طلاب كلية الآداب بجامعة المنيا بعد أن استمعت لتعليقاتهم ومناقشاتهم بعدما تحدثت معهم ومن قبلي د. خيري طلعت حول مفهوم المواطنة الذي اعتمده دستورنا أساسا للحكم والدولة، باعتبار المواطنين جميعا متساوين رغم اختلاف الجنس والدين والانتماء الاجتماعي «طبقيا وعرقيا» والسياسي.

فقد كان وعي الطلاب مرتفعا وإدراكهم واسعا وقدرتهم في التعبير عن آرائهم ورؤاهم كبيرة، وفي ذات الوقت كان التزامهم بآداب الحوار عاليا.. وهذا حدث في كلية الآداب جامعة المنيا تلك المحافظة التي تعد ثاني محافظة لديها أعلى معدل للفقر، والتي شهدت أعمال عنف واسعة من الجماعات الإرهابية وجماعة الإخوان في أعقاب الإطاحة الشعبية بحكم الإحوان.. وهكذا لم تمنع كل العقبات من وجود شباب زي الورد، لديه وعي وإدراك وفهم واستعداد لخدمة بلده، وإن كانت لديه أيضا مشاكل وخوف من بطالة تؤرقه.

هذا ما أسعدني غاية السعادة وخفف عني عناء السفر للمنيا والعودة للقاهرة في ذات اليوم لأشارك في هذا اللقاء الذي نظمه منتدى حوار الثقافات الذي ترعاه الهيئة القبطية الإنجيلية «وهي واحدة من أنشط الجمعيات الأهلية» مع جامعة المنيا..

لقد كان هو اللقاء الأول في إطار هذا التعاون بين المنتدى وكلية الآداب وأعتقد أنه فاتحة لندوات أخرى في هذا الصدد، خاصة أنه تم في نظام ولم تفسره محاولات عنف سبق أن قام بها طلاب الإخوان في جامعة المنيا تم إجهاضها في المهد.

إذن.. أيها السادة هؤلاء هم شبابنا الذين يتعين أن يهتم بهم الجميع.. حكومة وأحزابا سياسية ومجتمعا مدنيا وإعلاما بدلا من تركيز الاهتمام على عدد محدود من الشباب منحناهم لقب نشطاء سياسيين.. جموع الشباب خاصة في الصعيد أولى بالاهتمام.
الجريدة الرسمية