رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان.. والغرب الكافر!


منذ عاد الإخوان على الساحة في السبعينيات، وهناك لغة يكررونها دائما، منها لا شرقية ولا غربية إسلامية إسلامية، الغرب الكافر، وهنا أتوقف عند الغرب الكافر، هل فعلا الغرب كافر لدرجة أن الإخوان يقاطعونهم ويكرهونهم ويقاطعونهم ؟ هل فعلا الغرب الكافر لا يستقبل الإخوان ويعطيهم الجنسية ويمارسون كل صنوف الحرية؟!!

تحيرنى الإجابة لأن هؤلاء يعيشون في الغرب الكافر منذ الخمسينيات وبعد فشل مؤامراتهم باغتيال جمال عبد الناصر، حصلوا على الجنسية والعمل والحرية وكل شىء، حدث هذا في أمريكا وإنجلترا وتقريبا جميع الدول الغربية حتى إستراليا، وبعد هذا يقولون الغرب الكافر !! كيف وهذا المجتمع الكافر قد وفر لهم كل وسائل الراحة، والأمان، وكل سبل المواطنة الكاملة لهم؟

مجتمع كانوا عاشوا فيه آمنين كيف يتاجرون بأنه دائما الغرب الكافر؟ إننى لا أحب الغرب وأصدق مقولة جدتى "لا يأتى من الغرب شىء يسر القلب" لكن ليس لأنه مؤمن أو كافر، ولا يمكن أبدا أن أربط موقفى الرافض دائما لسياسات الاستغلال والإفقار للعرب أو ما دون عملائهم في العالم كله بقصة الإيمان والكفر؟

والحقيقة الأمر أكبر من هذا فهم يرون من دونهم كافرا حتى ولو كانوا مسلمين، وهنا أتذكر ما كتبه الكاتب الإسلامي -الإخوانى فيما بعد - طارق البشرى في كتابه "الحركة السياسية في مصر 1945 إلى1952": إن الإخوان قد اختصوا أنفسهم بالإسلام.. وغيرهم ليسوا بمسلمين..! وقال عبد القادر عودة القيادى الإخوانى عندما قبض عليه في عام 1954 بعد مؤامرة محاولة اغتيال عبد الناصر: الإسلام سجين..! وكأنه الإسلام..!

أي عقلية تلك التي يفكر بها هؤلاء ؟ إنهم أساءوا للإسلام..وبل للإنسانية كلها، نعم..للإنسانية كلها تعالوا معا نرى العالم قبل الإخوان المجرمين وظهور حسن البنا وما بعد ظهور البنا، كانت الحروب جميعها بين الدول وبعضها البعض، بين مناضلين من أجل التحرر الاستعمارى، لكن مع ظهور البنا بدأت حملات الكره والبغضاء وشق المجتمع؛ لأن بمجرد ظهور الإخوان ارتاب كل الأقباط في مصر وبدأت بعض التحركات المضادة منهم، وبدأت الاغتيالات على أيدي الإخوان، النقرشى والخازندار ومحاولة اغتيال جمال عبد الناصر وصولا إلى تنظيم التكفير والهجرة بقيادة شكرى مصطفى ابن الإخوان النجيب باعترافات أحمد رائف في كتابه "البوابة السوداء" واغتيال السادات بأيدي من أعطاهم الأمان، وظهرت موجات العنف في التسعينيات وحتى الآن على أيدي من يكفرون المجتمع ولا يرون الإسلام إلا في أنفسهم..!

السبب الأقوى لكل هذا هو رفضهم لمعنى الوطن، أو معنى الحياة الإنسانية، يحفظون القرآن ولا يعرفون معناه، أعطانا الله الحرية كاملة في أن نكون مؤمنين أو كافرين ومع هذا رزقنا وحبا الغرب الكافر بزعم الإخوان بكل النعم من تقدم ورفاهية وحياة إنسانية على أعلى مستوى، بعكس كل المجتمعات المسلمة المتخلفة في كل شىء، ولا يشغلها سوى التناحر والتباغض وتكفير بعضنا البعض وكأننا مثل قال ذات مرة في لقائى معه د.مراد وهبة: العالم العربى والإسلامى ما زال يعيش في زمن ابن تيمية.. لقد كفروا ابن رشد في الوقت الذي اعتبرته أوربا إمامها وقدوتها في العلم وأنشئت المدرسة أو الجامعة الرشدية..!
الإخوان ما زلوا يحملون لواء التخلف والتخريب والقتل لنا.. ويعيشون في هنا وسلام في الغرب الكافر..!

الجريدة الرسمية