الرعب من الشيعة
تعطلت السياحة القادمة من إيران قبل الثورة وبعدها، وفى الحالتين كانت خسارة اقتصاد الدولة المصرية كبيرة. ففى عهد مبارك كانت العرقلة لأسباب سياسية، فنظام الملالى الذى يحكم إيران كان وما زال جزءً من تحالف سياسى فى المنطقة يعادى النظام الحاكم فى مصر وقتها. أقصد به تحالف سوريا + حزب الله + حماس. وبعد الثورة تعطلت السياحة الإيرانية لأن مرسى يحسب سياسته فى الشرق الأوسط على أساس مذهبي، أى ما يسمونه الصراع الشيعى السني.
لذلك كان غريباً أن يصرح وزير السياحة منذ عدة أيام بأنه ينتظر موافقة جهات سيادية وأمنية تضع الأمن القومى المصرى فى اعتبارها. والحقيقة أننى لا أعرف ماذا يضير الأمن القومى أن يزور عتبات أهل البيت فى مصر شيعة إيرانيين أو من أى مكان فى العالم. وإذا حدث واخترق بعضهم القانون، فبسهولة يمكن محاسبته.
هذا الرفض الذى كان سياسياً والآن أصبح مذهبياً، لا يعطل نمواً فى السياحة، ولكنه يحرم أيضاً المصريين الشيعة من بناء مساجدهم وممارسة شعائرهم بالطريقة التى يرونها. ووصل العصف الأمنى بهم إلى القبض والاعتقال والسجن بلا سبب. وكل ذلك على خلفية أنهم بالضرورة عملاء لنظام الملالى فى إيران أو على الأقل ولاؤهم السياسى هناك فى مدينة قم الإيرانية. وبعد الثورة يتم النظر إليهم باعتبارهم جنود فى مقدمة الجيش الشيعى الذى يريد هدم السنة المسلمين. وهذا المعيار يمكن أن نطبعه على المسيحيين الكاثوليك حيث ولاؤهم لبابا روما. وأيضاً أهل السنة يجب أن يكون ولاؤهم لخادم الحرمين.. إلخ.
ما يجب أن نواجه به أنفسنا هو أن التشيع حق لمن يريد. فمن حق كل إنسان أن يعتنق ما يشاء من أفكار أو أديان، بل ومن حقه الإلحاد، ومن حقه الدعوة لأفكاره أو دينه بشرط عدم الإساءة لمعتقدات الآخرين.
إذا كان المشوار بيننا وبين هذه الحقوق البديهية ميلاً، فبعد الثورة التى كان من ضمن أهدافها الحرية، أصبح بيننا وبينه آلاف الأميال.
للأسف الإخوان وحلفاؤهم من السلفيين سيخوضون حرباً ضد هذه السياحة الإيرانية ( متوقع وصول عدد السياح من ايران وحدها إلى مليون ونصف المليون سائح) رغم أنها ستدر أموالاً كبيرة فى قطاع يعانى الموت بسببهم. فما يهمهم هو تطبيق مشروعهم الأيديولوجى حتى لو كان على جثث المصريين.