رئيس التحرير
عصام كامل

جنينة.. وقضاة رابعة


يعتبر المستشار «هشام جنينة» أكثر رؤساء جهاز المحاسبات ظهورا في الفضائيات والإعلام عموما.. ولم تسلم منه جهة في الدولة إلا ووجه لها نقدا شديدا ماعدا طبعا مؤسسة الرئاسة.. ومجلس الوزراء وهو ما يثير علامات استفهام عديدة!!


المستشار «جنينة» هو من عينه الرئيس المعزول محمد مرسي.. وبارك كل قراراته بما فيها الإعلان الدستوري الذي أهان القضاء والشعب معا.. لم يعترض على شيء في عهد حكم الإخوان.. بل كان داعما ومساندا لهم ومؤيدا كل تصرفاتهم الخطأ الانتقامية!!

في برنامج «العاشرة مساء» بقناة دريم، صب «جنينة» جم غضبه على مؤسسة القضاء.. وذكر أن اتهامه بالتحريض على بيان رابعة هو مؤشر على تردي مستوى القضاء.. هكذا قال القاضي السابق وانتقد النيابة العامة.. وطريقة اختيار قضاة التحقيق حيث يجب اختيارهم من خلال الجمعية العامة لقضاة محكمة الاستئناف.. ونسي أو تناسى أن الجمعية هي من تفوض رئيس محكمة الاستئناف باختيار قضاة التحقيق!

المهم أن «جنينة» قال الكثير عن النيابة والقضاء والشرطة والإعلام وغيرها من أجهزة الدولة التي اتهم بعضها بتشويه ثورة ٢٥ يناير.. طبعا فرصة «لجنينة» أن ينتقم من كل هؤلاء مع أن المسئولية تقتضي منه كرئيس لأكبر جهاز رقابي بالدولة عدم إفشاء الأسرار.. أو اتهام البعض على شاشات الفضائيات طالما لم يدانوا قضائيا.. وإذا كان لديه ملاحظات أو مخالفات أو تجاوزات فالمفترض أن يرسلها لرئيس الوزراء ورئيس الجمهورية.. أو للنيابة العامة بدلا من التشهير على الملأ وإثارة الرأي العام!!

المدهش حقا.. أنه في الوقت الذي انتقد فيه «جنينة» بشدة معظم أجهزة الدولة.. دافع بكل قوة عن القضاة المتهمين بالتوقيع على بيان رابعة لدعم مرسي المعزول، الذي ألقاه أحد المستشارين باعتصام رابعة المسلح يوم ٢٤ يوليو ٢٠١٣.. وقال كيف نحاكمهم على مجرد رأي عبروا عنه!!

وتناسى أنهم ارتكبوا أكبر خطأ في تاريخ مصر وتاريخ القضاء.. فكيف لهم أن يساندوا رئيسا رفضه الشعب.. ويعطوا الشرعية لجماعة إرهابية تقتل شعبها وترتكب أفظع الجرائم!!

بصراحة شديدة «جنينة» يقدم أكبر مادة معلوماتية - سواء كان بقصد أو بغير قصد - ليستغلها أعداء الداخل والخارج في تشويه صورة مصر وتجريس أهم أعمدتها وهي «القضاء - الشرطة - الإعلام». 

والسؤال: لماذا يفعل ذلك «جنينة» ولمصلحة من؟! ولماذا هو الرئيس الوحيد من رؤساء الأجهزة الرقابية الذي يصر على الظهور بكثرة في وسائل الإعلام ويطلق قذائفه السامة التي لا ترحم أحدا؟!.
الجريدة الرسمية