رئيس التحرير
عصام كامل

بعد سرقة خط حديد «سفاجا - قنا».. خبراء النقل يؤكدون: الانفلات الأمني بعد الثورة وإهمال الخطوط السبب الأساسي وراء السرقة.. تكرارها كلف الدولة ملايين الجنيهات.. يجب تفعيل القانون وإعادة هيكلة

سكة حديد
سكة حديد

يعتبر خط سكة حديد "سفاجا/ قنا" من أشهر الخطوط التي تعرضت للإهمال خلال الفترة الأخيرة، وأقيم هذا الخط منذ أوائل الثمانينيات لنقل الفوسفات من "أبو طرطور" إلى ميناء سفاجا، وتكلف نحو مليار جنيه، وتم إهماله بعد توقف العمل بالمشروع، وفى ظل الانفلات الأمني الذي أعقب ثورة 25 يناير، شهد عمليات سطو مسلح واسعة لسرقة وتقطيع القضبان.


واستولت عصابات مسلحة على خطوط وقضبان ومهمات الخط في عمليات نهب بدأت في عام 2011، وقدرت مصادر في هيئة السكك الحديدية المسافة التي استولت عليها العصابات المسلحة بـ200 كيلومتر، تمتد من قنا حتى مناجم الفوسفات وميناء "أبو طرطور" بمدينة سفاجا، ولم تكن هذه الواقعة الأولى من نوعها، فقد تكررت حوادث سرقة خطوط السكك الحديدية أكثر من مرة، وهذا يسلط الضوء على أسباب تكرار هذه الظاهرة وانعكاسها على الاقتصاد القومى.

خسائر فادحة
قال الدكتور أحمد الحكيم أستاذ هندسة النقل والمرور في جامعة الأزهر: إن السبب الأساسى في تكرار حوادث سرقة خطوط السكك الحديدية، هو الانفلات الأمني الذي عانته مصر في أعقاب ثورة 25 يناير، وأوضح أن المشكلة أمنية بالدرجة الأولى، وتحتاج إلى تدعيم لشرطة النقل والمواصلات للتغلب عليها وضبط الأمن من خلال تفعيل القانون.

وذكر الحكيم أن هيئة النقل والمواصلات تكبدت خسائر كبيرة نتيجة هذه السرقات، وتقدر الخسائر بالملايين، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى إعادة هيكلة الهيئة، وأضاف: "القطارات تنقل نحو واحد ونصف في المائة من البضائع، ويجب تدعيمها لتصل إلى 10% على الأقل".

إهمال الخطوط
وذكر يسرى الروبى مساعد وزير الداخلية الأسبق لقطاع المرور، أن إهمال الخطوط وتركها دون تشغيل، هو الدافع الأساسى وراء تعرضها لجرائم السرقة والنهب التي أصبحت ظاهرة خلال الفترة الأخيرة، وأوضح أن هذه القطارات كلفت الدولة ملايين الجنيهات، وكان المفترض أن تنقل بضائع وتدر أرباحا كبيرة، لكنها في المقابل أهملت ولم يتم تشغيلها، مضيفًا: "حوادث السرقة انتشرت وده لأنه مينفعش يكون فيه خط مش شغال سنين، ده كلام غير مقبول وغير منطقى". وطالب بضرورة تشغيل الخطوط حتى تستفيد منها الدولة.


الجريدة الرسمية