"عيد الحب".. "قبلة.. وغنوه.. ووردة"
سوف نملأ كفينا حبا وننثرها على الأرض زهورا، سوف تتحول الأرض إلى بستان بصبغة حمراء، نكثر العناق والقبلات، ولا ننسى دباديبنا ذات اللون الأحمر بفروها الناعم، فلا صوت يعلو فوق كلمة "أحبك"، ولا نغمة أفضل من أغاني عبد الحليم وسيدة الغناء العربي، هذا هو "عيد الحب".
كم هذا اليوم سعيد ورائع فمنذ مدة والجميع يستعد له، يفكروا بعمق في نوع الهدية وثمنها لإرسالها لمن يريدون أن يشعروا بهم، أو تربطهم علاقة حب عميق، تتقابل الأرواح وتتلاقي النظرات وتمتد الأيادي محملة بالهدايا، وينبض القلب نبضا مضاعفا، وتخرج كملة "أحبك" مثل سهما يخترق القلب المقابل.
فهل ينتظر الإنسان يوم عيد الحب ليطلق العنان لمشاعره، أم أن حبه سيولد في ذلك اليوم ويموت في اليوم التالي، وهل تغير شكل ولون عيد الحب عن العهد الذي مضى، وأصبح مجرد يوم تتشابك فيه الأيدي وتزدحم الحدائق والمنتزهات وتتبادل الورود، ويظل القلب جافا.
الظروف السياسية والاقتصادية حولت الحب في بلدنا إلى أرض جاف، وسنواته إلى العجاف، فالإحصاءات تؤكد أن أكثر من 16 مليون شاب وفتاة في مصر في عمر "الخصوبة العاطفية"، لا يجدون حبيب وحبيبة القلب، وبعض الذين وجدوه، حالت الظروف الاجتماعية والاقتصادية دون اكتمال حلمهم.
لم يكن يعلم الصحفيان الكبيران مصطفى وعلي أمين، عندما اختارا يوم "4 نوفمبر" ليكون موعد عيد الحب المصري، ليصبح هذا اليوم عيدًا في مصر، أن يتحول الحب في بلد عبد الحليم وأم كلثوم، إلى مجرد مجموعة من الزهور الحمراء البلاستيكية صينية المنشأ، وبعض العرائس الناعمة الملمس.
ويصبح شراء الورود هي قبلة العاشقين، وقد سجلت في 14 فبراير 2006 حركة بيع الزهور في البلاد ما قيمته ستة ملايين جنيه مصري، شكلت ما نسبته 10 في المائة من إجمالي بيع الزهور السنوي.