رئيس التحرير
عصام كامل

ابتزاز مصر.. !!


ما ينشره إعلام الغرب، وخصوصًا الإعلام الأمريكي عن مصر ووصفه لنظامها بأنه أكثر استبدادًا من نظام مبارك، مثلما تفعل النيويورك تايمز.. وما تلوح به إدارة أوباما والكونجرس من حين لآخر من قطع للمعونة.ـ وليتها تقطعها، لهو أكبر دليل على التربص بمصر وابتزازها لإخضاع إرادتها وكسرها لحساب الإدارة الأمريكية.. ولن يقلل من فداحة هذا المسعى ما تحاوله الدبلوماسية الأمريكية من الزعم بأن علاقات البلدين قوية وإستراتيجية.

خطورة ما يحاك لمصر لا يحتاج إلى دليل، ورغم أننا لسنا ممن يستهويهم فكر المؤامرة لكن لا أحد يمكنه رد ما يجرى في مصر ودول جوارها إلى المصادفة، فليس مصادفة أبدًا أن يصعد نجم الإسلام السياسي فيما يعرف بدول الربيع العربي مرة واحدة، ثم يصطدم بإرادة الشعوب الكارهة للاستبداد والفاشية وتمزيق الأوطان.. إنه السهم الذي صنعته أمريكا ثم رمت به دولنا حتى يقاتل بعضنا بعضا وحتى نصبح لقمة سائغة في أفواهها.. ومن ثم فلا وقت نضيعه في صراعات النخبة ومشاكل الحياة وما يثيره مدعو الثورة وحقوق الإنسان والمغرضون من أصحاب الأقلام.. فالإرهاب يستفحل شره ويتعاظم خطره، وتتطور أساليبه وأدواته ولا بديل عن مواجهته بكل الأسلحة، وعلى رأسها الوفاق الوطني الذي حذر الرئيس من التفريط فيه؛ حتى لا يكون مدخلًا للعدو للنيل من إرادتنا ووحدتنا.

مواجهة الإرهاب ينبغي أن تتصدر جدول أولوياتنا جميعًا، فلن ينهض اقتصادنا قويًا، ولن تتحقق أي تنمية إلا بالاستقرار والأمن.. ولا تحتاج إدارة الحكم لتفويض جديد حتى تحكم قبضتها على الإرهاب فقد خرجت الملايين في 3 و26 يوليو 2013 لتعطي تفويضًا للسيسي بل أمرًا، كما طلب وقتها لاتخاذ ما يلزم لدحر الإرهاب.. وإذا كنا بصدد ظروف غير عادية فلا ضير إذا ما اتُخذت إجراءات استثنائية بقدر الضرورة والمخاطر التي تهدد حياتنا.. وحسنًا ما قرره مجلس الدفاع الوطني من إجراءات أمنية وتشريعية لضرب يد الإرهاب بقوة بعيدًا عن الطبطبة والتهاون.. فنحن في معركة وجود لا بديل فيها عن عودة هيبة الدولة بقوة لوأد الإرهاب.
الجريدة الرسمية