رئيس التحرير
عصام كامل

"السيسي" يلتقي رئيس آلية الاتحاد الأفريقي الخاصة بالسودان.. الرئيس يؤكد دعم مصر لتحقيق أمن واستقرار دول أفريقيا.. يشدد على أهمية مساعدة "الخرطوم" اقتصاديًا.. ويشيد بالعلاقات "المصرية - الأثيوبية"

فيتو

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم السبت، تابو مبيكي، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا سابقًا ورئيس آلية الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى الخاصة بالسودان، وذلك بمقر رئاسة الجمهورية.


وحضر اللقاء سامح شكري، وزير الخارجية، ومن الجانب الأفريقي كل من عبد السلام الحاج أبو بكر، رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية سابقا وعضو الآلية الأفريقية، ومحمود خان، رئيس مكتب الاتحاد الأفريقي بالخرطوم، وعبدول محمد، كبير مستشاري السيد رئيس الآلية.

وأكد السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس استهل اللقاء بالترحيب بـ"مبيكي" والوفد المرافق له في مصر، مشيدًا بجهود الوساطة التي يقوم بها لتسوية الأوضاع في السودان، مؤكدًا دعم مصر لهذه الجهود وتمنياته أن تكلل بالنجاح بما يحقق أمن واستقرار وتقدم السودان بشكل خاص، والقارة الأفريقية بوجه عام.

وأعرب "مبيكي" عن سعادته بزيارة القاهرة، مؤكدًا حرص الآلية على التنسيق والتشاور مع مصر التي تعد شريكا رئيسيا لها، مبديًا تفاؤله بشأن الحوار الوطني في السودان، وأشار إلى الإدراك المتنامي للأطراف السودانية لأهمية التوافق الوطني ووقف الأعمال المسلحة والتوصل إلى اتفاق يسمح للجماعات المسلحة بالدخول مع الحكومة في حوار وطني، وعوّلَ "مبيكي" على قيام مصر بدورها الفاعل لإقناع كافة الأطراف بنبذ العنف والدخول في الحوار للتوصل إلى سلام مستقر ودائم.

اقتصاد السودان
وعلى صعيد الأوضاع الاقتصادية في السودان، أوضح رئيس الآلية أنهم يواصلون اتصالاتهم مع المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد والبنك الدوليين، فضلا عن بعض الدول الدائنة لبحث مشكلة ديون السودان الخارجية، خاصة في ضوء الجهود التي تبذلها الخرطوم على الصعيد الاقتصادي، وسعيها لتنفيذ أحد البرامج لخفض الديون مع صندوق النقد الدولي.

ونوه إلى أهمية إبداء الدول الدائنة تفهمًا للأوضاع الاقتصادية في السودان، وتوافر الإرادة السياسية لديها لإعادة جدولة الديون السودانية أو شطب بعضها.

وفيما يتعلق بالحوار بين السودان وجمهورية جنوب السودان، أشار مبيكي إلى جهوده في هذا الصدد، منوهًا إلى وجود لجنة أمينة تناقش العديد من الموضوعات بين الجانبين، ومنها التوصل إلى اتفاق لنزع سلاح المنطقة الحدودية.

وأكد أهمية تنفيذ مثل هذه الاتفاقات الأمنية على الأرض، وذلك من خلال لجنة مراقبة مشتركة، بمشاركة القوات الأممية المتواجدة هناك، وأشار رئيس الآلية إلى توسيع ولايتها من قِبل الاتحاد الأفريقي لتشمل موضوعات القرن الأفريقي، بما في ذلك المشكلات العالقة بين كل من أثيوبيا وإريتريا.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس أشار إلى حرص مصر على تحقيق الاستقرار والأمن ليس فقط في السودان وجمهورية جنوب السودان، وإنما في منطقة القرن الأفريقي بأكملها، مؤكدا أن مصر تنشد الاستقرار والسلام ولا تنحاز إلى طرف على حساب آخر، وذلك من منطلق الأهمية الإستراتيجية لهذه المنطقة، ومنوهًا إلى أن مصر تبذل جهودا في كافة اللقاءات والمباحثات مع القادة الأفارقة في هذا الشأن.

وأكد السيسي أهمية توافر الإرادة السياسية لدى كافة الأطراف، وشدد على أهمية مساعدة السودان اقتصاديًا، لاسيما في ضوء تراجع عائدات النفط، منوهًا إلى أهمية البعد الاقتصادي في تحقيق الاستقرار ونبذ العنف والتطرف والحيلولة دون انتشار الأفكار الهدامة أو اِستقطاب العناصر المحبطة، وأكد حرص مصر على السلامة الإقليمية للسودان ووحدة شعبه وأراضيه.

وفي الختام، أكد الرئيس أهمية تعزيز التعاون الأفريقي، وذلك في إطار من احترام المصالح المشتركة وتحقيق المنفعة المتبادلة وتحقيق المكاسب لكافة الأطراف، مدللًا على ذلك بالتعاون الإيجابي الذي تشهده العلاقات "المصرية – الأثيوبية".

وأضاف أن كل طرف يحرص على مصالح الآخر في مناخ من التفهم للاحتياجات التنموية لأثيوبيا والحقوق المائية المصرية.

وأشاد رئيس نيجيريا السابق بالدور الكبير لمصر فيما يتعلق بالمسألة السودانية، معولًا على العلاقات المصرية المتميزة بكافة الأطراف، سواء في السودان أو جمهورية جنوب السودان وتوظيفها لتحقيق السلام والاستقرار في البلدين.
الجريدة الرسمية