رئيس التحرير
عصام كامل

سقطة العاشرة مساء!


إلى متى تستمر سقطات وشطحات ومهازل بعض برامج «التوك شو»؟! استضاف وائل الإبراشي، مذيع برنامج العاشرة مساء على قناة دريم 2، أربعة من الأعضاء السابقين، في مجلس الشعب.. اثنين منهم من الحزب الوطني المنحل.. واثنين محسوبين على المعارضة.. وللأسف الشديد تحولت المناقشات التي استمرت حتى فجر الإثنين -أمس- وكانت تدور حول لجوء عدد من أعضاء الحزب المنحل، ونيتهم للترشح للبرلمان القادم.. إلى أفظع السباب والشتائم وكل القاذورات التي يعف اللسان على ذكرها -أي والله-!!


وإن دل ذلك على شيء.. فإنما يدل على مدى ما وصل إليه إعلامنا من تدن، وانحطاط في الحوار، وفوضى وانقلاب.. إلخ!!
كنا نتمنى أن نشاهد حوارًا راقيًا بين من كانوا يمثلوننا في البرلمان.. ويكونوا قدوة للشباب في كيف نتحاور ونختلف دون تجريح!
ولكننا رأينا وحوشا على الشاشة في التطاول والسباب وقلة الأدب! ما الذي أوصل إعلامنا إلى هذا الانحدار.. وهذا المستنقع القذر؟!

بالتأكيد فإن من تابعوا البرنامج لعنوا الإعلام.. وكرهوا البرلمان وصبوا غضبهم على البرلمان القادم إذا كان سيضم - أو يجيء - بمثل هؤلاء الذين لا يستحقون أن أذكرهم!

رسالة الإعلام سامية فهو أداة تنوير وتعليم وتثقيف ووعي للمجتمع -أي مجتمع- ولا يجب أن نسمح أبدا أن تتحول إلى أداة للشتائم والبذاءات والتراشقات وتصفية الحسابات وبث الفتنة والكره والانقسام بين أبناء المجتمع الواحد! عيب والله.. ثم بعد كل ما نراه.. نعيب على أخلاق شبابنا!!

لا أدري لماذا إصرار «البرنامج» على طرح هذا الموضوع الجدلي العقيم للمناقشة الآن في وقت حالة الشعب المصري فيه «حزينة» عقب الحادث الإرهابي بسيناء وفقد خيرة أبناء مصر البررة من الجنود والضباط.. في هذا الوقت العصيب الذي يتطلب منا جميعا الوقوف صفا واحدا وراء الدولة في حربها ضد الإرهاب.. خصوصا أنه تم طرح هذا الموضوع من قبل على نفس البرنامج وبنفس الأشخاص.. فلماذا إعادة طرحه من جديد؟

ثم إنه طبقا للدستور والقانون فمن حق- أي مواطن-الترشح طالما أنه غير مدان قضائيا وتنطبق عليه الشروط.. وعلينا أن نثق في اختيار الشعب.. ولا نحجر عليه أو نتحدث باسمه.. فلا أحد وصي عليه..
أرجوكم.. ارحموا مصر!!
الجريدة الرسمية