رئيس التحرير
عصام كامل

باحثون عرب يؤكدون أن اليمن مسرح أحداث الكتاب المقدس.. سليمان الصليبي: بنو إسرائيل من شعوب العرب البائدة.. الأثريات تكذب ادعاءات الصهاينة.. فرج الله: "إبراهيم" دفن شمال عدن

الدكتور كمال سليمان
الدكتور كمال سليمان الصليبي

طرح مجموعة من الباحثين العرب والأجانب فرضية جدلية ويتضمن محتواها أن أرض التوراة هي اليمن القديمة وليس فلسطين، وهو ما يطيح بفكرة أن فلسطين هي أرض الموعد كما يزعم اليهود.


جزيرة العرب
ففي كتاب "التوراة جاءت من جزيرة العرب"، للدكتور كمال سليمان الصليبي، الصادر عام 1986، عن مؤسسة الأبحاث العربية، يطرح نظرية جديدة تقوم على وجوب إعادة النظر في " الجغرافيا التاريخية للتوراة "، ويثبت أن أحداث "العهد القديم" لم تكن ساحتها في فلسطين، بل إنها وقعت في جنوب غربي شبه الجزيرة العربية، واستند في ذلك على أدله اكتشفها في مجالي اللغة والآثار، ويقارنها بالمألوف والسائد من " الجغرافيا التاريخية للتوراة ".

وفي مقدمة كتابه يقول: "جغرافية التوراة لم تكن في فلسطين بل في غرب شبه الجزيرة العربية بمحاذاة البحر الأحمر، وتحديدا في بلاد السراة بين الطائف ومشارف اليمن، وبالتالي فإن بني إسرائيل من شعوب العرب البائدة، أي من شعوب الجاهلية الأولى، ونشأت اليهودية الأولى بين ظهرانيهم، ثم انتشرت من موطنها الأصلي، إلى العراق والشام ومصر وغيرها من بلاد العالم القديم".

أسطورة أرض الميعاد
وجاء الباحث اللبناني فرج الله صالح ديب ليقول إن اليمن هو مسرح أنبياء التوراة، ففي كتابه "اليمن وأنبياء التوراة..هل جاء المسيح إلى صنعاء" الذي يتألف من 211 صفحة متوسطة القطع وصدر عن دار رياض الريس للكتب والنشر في بيروت، قال: "يتناول هذا الكتاب مسرح أنبياء التوراة في اليمن حيث مدينة حبرون التي دفن فيها إبراهيم تقع شمال عدن وحصن أريحا (بالعبرية يريخو) ما زال شمال صنعاء باسم يراخ وحصن اليهودية ما زال جنوب يريم وجرار حيث تغرب إبراهيم جنوب غرب صنعاء إضافة إلى مئات الأسماء التوراتية".

"الأثريات في إسرائيل تكذب أسطورة أرض الميعاد" هذا كان عنوان الجزء الذي كذب فيه فرج الله صالح ديب، وعلم الآثار في إسرائيل، وأسطورة "أرض الميعاد" وخطأ إسقاط جغرافية التوراة على فلسطين.

وقال ديب في كتابه: "الحقيقة أن مسرح التوراة كان هناك في اليمن، فمن أبناء نوح حسب التوراة أزال وحضرموت، وأزال اسم صنعاء عاصمة اليمن حتى القرن السادس ميلادي أو مدينة سام، كما أن إبراهيم رحل من أور قاصديم من بلاد بني قاصد أي يافع السفلى جنوب اليمن إلى مصر بين بريم وإب جنوب صنعاء، ولم يتساءل الفكر الغربي التوراتي عن مصراييم التوراتية وتناسى أن مصر الدولة الحاضرة كان اسمها التاريخي بلاد القبط، ثم ارتحل إبراهيم إلى حبرون التي ما زالت باسمها شمال شرق عدن في منطقة الواحدي."

تلاعب في التاريخ
وكشف فاضل الربيعي في كتابه " فلسطين المتخيلة.. أرض التوراة في اليمن القديم"، أن كل تفاصيل التوراة التاريخية والجغرافية موجودة في أرض اليمن القديم، وهو الأمر الذي تترتب عليه استعادة تاريخ المنطقة بكامله من المرجعية الاستشراقية التي قامت بالتلاعب بهذا التاريخ لعبة كبرى ساهمت في التأسيس لنشوء دولة إسرائيل في إشكاليات تاريخية وجغرافية وسياسية لا عد لها ولا حصر.

واستند الربيعي في كتابه على ثلاث قواعد هي: "الشعر العربي القديم، وجغرافية اليمن القديم كما وردت في كتاب "وصف جزيرة العرب" للحسن الهمداني، وترجمة التوراة من نسختها العبرية".

الجدل
وقال الدكتور محمد عفيفي، أمين المجلس الأعلى للثقافة، وأستاذ التاريخ: "إن النظرية التي تدعي أن أحداث الكتاب المقدس، دارت في جنوب الجزيرة العربية وبالتحديد في اليمن، كانت نتاج حركة تدعى حركة نقد الكتاب المقدس، ظهرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بأوربا، واستبعدت أن فلسطين هي موطن أحداث التوراة كما يدعي اليهود.

وأضاف في تصريح لـ"فيتو"، أن جميع الآراء التي ظهرت في هذا الاتجاه وجهات نظر، وتوجد شواهد تاريخية تدعم الرأيين، فهي مسألة جدلية، لكن أرجح الآراء أن أرض فلسطين ومصر والعراق هي الأماكن الحقيقية لأحداث الكتاب المقدس، خاصة وأن العديد من الدراسات دعمت هذا الاتجاه.

وأوضح أن الاختلافات كبيرة في المسائل التاريخية، فهناك العديد من البلدان تدعي وجود سفينة نوح لديها، كما أن هناك جدلًا كبيرًا حول طريقة خروج اليهود من مصر وفرعون هذا الوقت، وهو ما يجعلنا نقول إنه لا يوجد رأي قاطع.
الجريدة الرسمية