رئيس التحرير
عصام كامل

اختراعات العلماء لم تأتِ مصادفة !!


لم تأتِ اختراعات ومكتشفات العلماء مصادفة ولا نتيجة خبطات عشوائية، بل وقف وراءها جهود مضنية لعلماء أفذاذ واصلوا الليل بالنهار، وعكفوا على أبحاثهم سنوات وسنوات، حتى نقلوا البشرية إلى أرقى درجات السلم الحضاري.. فعقار سوفالدي مثلًا بدأت أبحاثه منذ التسعينيات.. ولم تخل منظومة النجاح هذه من جهود حكومات شجعت التعليم، واحتضنت الموهوبين والمبدعين، ووفرت لهم مناخًا مواتيًا للابتكار، وإمكانات هائلة للإبداع وقيادة البشرية نحو الرفاهية.. حتى إن أمريكا ـ مثلًا ـ تخصص نحو 30% من دخلها القومي سنويًا للإنفاق على البحث العلمي، والأمر ذاته ينطبق على دول أخرى ليست منا ببعيد!!

وقد بات ملحًا والحال هكذا أن يتصدر إصلاح التعليم أجندة الدولة بشتى مكوناتها.. فلم يعد هذا الملف مما يحتمل أو يقبل التسويف أو المماطلة.. ولا أصبح مسئولية الحكومة وحدها، فالرأسمالية الوطنية مدعوة في ظل الإرادة السياسية المصممة على النجاح، القادرة على التغيير والإصلاح إلى تبني باحثين وطلاب نابهين لترجمة أفكارهم وبحوثهم إلى مخترعات واكتشافات ترقى بالحياة في مصر إلى الدرجة المأمولة.. والإعلام أيضا مدعو للتركيز على تلك القضية باعتبارها قضية أمن قومي.

التعليم كله في حاجة لجراحة عاجلة وعناية طويلة الأجل، وهو ما يصادف إرادة سياسية للإصلاح.. لكن يدًا واحدة لا تصفق.. الكل مدعو للمشاركة في النهوض بالعلم والتعليم، بعيدًا عن المهاترات والمزايدات والتنطع والنفاق.. كلنا في حاجة إلى التخلص من البيروقراطية في التفكير وأعداء النجاح.. وقد صارت الحاجة ماسةً لإصلاح الجهاز الإداري الحكومي المترهل المعوق.. فالتعليم الجيد شرط لأي تقدم في مسار الديمقراطية.. وعلاج الجهل والتخلف مقدم على علاج الفساد، وإن كان التوازي مطلوبًا في المسارين أيضًا حتى لا يلتهم الفساد –كعادته- منجزات التنمية..!!
الجريدة الرسمية