رئيس التحرير
عصام كامل

فوضناك.. فماذا فعلت؟!


هذا هو السؤال الخطأ في التوقيت الخطأ الذي سمعناه من البعض في ظل حالة الغضب العارم الممزوج بالحزن التي انتابتنا جميعا عقب العمل الإرهابي الغادر والخسيس في سيناء.

وهو سؤال خطأ لأن أصحابه لا يدركون طبيعة الحرب خاصة ضد إرهاب أسود منظم يمتلك المال والسلاح، ويحظى بالدعم الإقليمي والدولي.. فليس معنى حصول قائد ما على تفويض شعبي مثلما حدث مع الرئيس السيسي أن نتوقع انتهاءه هو والجيش من تصفية الجماعات والتنظيمات الإرهابية فورا أو في غضون وقت قصير.. إنها حرب طويلة وشرسة سوف تستغرق وقتا وسنتعرض فيها بالطبع لضربات وسوف يسقط لنا فيها ضحايا وستلحق بنا خسائر.. المهم أن تكون خسائر عدونا أكبر وأن تظل ملاحقته وتصفية عناصره مستمرتين ولا تتوقفان.. ولعلنا نتذكر كيف أن رئيس الدولة العظمى في العالم أوباما كرر أكثر من مرة أن حربه ضد تنظيم إرهابي واحد سوف تستغرق ثلاث سنوات على الأقل ويمكن أن تمتد إلى خمس سنوات.

كما أن أصحاب هذا السؤال يتناسون عمليات جيشنا التي صفي فيها الكثير من العناصر الإرهابية وألقى القبض فيها على عناصر أخرى ليست قليلة.

أما بالنسبة للتوقيت فإن كلا من طرح وترديد هذا السؤال من قبل البعض ربما يكون مغرضا يخفي وراءه رغبة في النيل ليس من عبد الفتاح السيسي وحده أو القوات المسلحة وحدها وإنما من ثورة ٣٠ يونيو كلها.. وحتى ولو كان البعض يردد السؤال بحسن نية في خضم شعوره بالغضب فإن توقيت الطرح خطأ أيضا.. فهذا وقت التلاحم الكامل مع القوات المسلحة وقيادتها وليس وقت قول شيء يؤثر بالسلب على معنويات رجالها وقادتها.. وإذا كان الإرهاب يستهدف شق الصف الوطني وعزل قيادتنا فإن الرد يجب أن يكون بالحفاظ على تماسكنا الوطني.. انتبهوا أيها الغافلون.
الجريدة الرسمية