لماذا ألحد الملحدون؟(2)
نظر عالم الدين الكبير إلى الملحد وقال له هناك فرق بين الإسلام والمسلمين والإسلام الصحيح وفهم المسلمين لنصوصه الكريمة فلا تخلط بين الاثنين.. وهنا نطق الملحد صارخًا في وجه الشيخ قائلًا: أنتم تدعون أن الله أنزل الأديان دستورًا يحتذى به ونبراسًا للمؤمنين، فكأننا في دولة بها قانون ودستور محكمان ولا يتم تفعيلهما هذا إن افترضنا أنهما لو طبقا بالفهم الصحيح الذي تدعيه لتغير الحال فما فائدة هذا الدين إذا ؟ فكأن أصحاب هذا الدين قد ألحدوا مثلى ولكن الفرق بينى وبينهم أنى جهرت بإلحادى وهم مازالوا يخدعون أنفسهم.. أنتم لا تملكون غير أصواتكم وصراخكم العالى فوق المنابر وأنتم من صورتم لنا صورة محمد نبيكم وكأنه دائم الصراخ حينما يتحدث لأصحابه وذلك عندما تحاكون أفعاله غبر خطبكم وأفهمتمونا أن دينكم فرض بالسيف وأنتم عاشقون للدم وتتكلمون عن سماحة الإسلام وكلامكم وأفعالكم نقيض ما تفعلونه وتقولونه وما يصلنا من فهم لحديثكم.. وسأعطى لك مثلا ألم يقل دينكم إن الله يغفر الذنوب جميعًا وهو الغفور الرحيم..
قال: الشيخ نعم.. وإن الله لا يحب الجهر بالذنب.. قال: الشيخ نعم.. قال: الملحد جميل، عندما أتت سيدة إلى محمد وقالت له إنها زنت وتريد أن يقام عليها حد الزنى وهو الرجم حتى الموت.. فقال لها ارجعى حتى تضعى حملك.. وبعد أن وضعت حملها أتت إليه فقال لها ارجعى بعد أن ترضعيه عامين.. ثم في نهاية الأمر أشرف بنفسه على رجمها بالحجارة..
أما كان من الأجدر أن يقول لها لقد سترك الله فلماذا تصرين على أن تفضحى نفسك.. وما كان عليها إلا أن تستغفر ربها وأن الله غفور رحيم يغفر الذنوب جميعًا دون الشرك به طبقًا لما ورد في دينكم وقد ينتهى الأمر عند ذلك.. فأنتم متناقضون مع أنفسكم..
فاستقام الشيخ على كرسيه وأخذ نفسا عميقا وابتسم ابتسامة تدل على أنه يملك الإجابة المفحمة فرد عليه وقال: يا بنى الدين الإسلامى وضع قانونًا وحدودًا يجب أن تحترم وإن حد الذنا صعب أن تتجمع شروطه لإقامته ولكن السيدة هنا اعترفت فأعطاها رسول الله فرصة حتى تضع حملها وترضعه حتى لا تموت روح طفل لا ذنب له بخطيئة أمه وربما كان الرسول يود أن يعطى لها فرصة لتراجع نفسها وتستغفر ربها وقد ينتهى الأمر عند هذا الحد ولكنه رجل الدولة الذي يجب ألا يتهاون في حد من حدود الله فالسيدة لم تعط للرسول ولا لنفسها فرصة..
فابتسم الملحد إلى الشيخ الأمر الذي استشعر فيه الشيخ أنه قد أفحمه ولكن جاء رد الملحد مفاجئا فقال للشيخ أنتم تؤولون الكلام طبقًا لأهوائكم في كل شىء أمقتنع أنت بما تقوله ؟ يارجل في مجتمع بدوى كالذي عاش فيه محمد كان حريصًا على حياة الطفل فقط.. فلماذا لم يكن حريصًا أيضًا على سمعته وما سيعار به طيلة حياته من أنه لقيط لا أب له وأنه ابن زنى وحتى لو عُرف له أب وحتى لو اعترف ببنوة الطفل فسيعار أيضًا بسمعة أمه الزانية ألم تفكر الأم ورسولكم في هذه القضية.
وهنا سكت الشيخ ليستعيد قواه الذهنية لمناظرة هذا الملحد قائلا في سريرته إن هذا الشاب الملحد يحتاج لرد غير تقليدى فيجب أن أتروى في التفكير.
وللحديث بقية في المقالة القادمة...