عملية مخابراتية في سيناء ولن تكون الأخيرة
أثارني التفجير الأخير في سيناء، وبالرغم من أنني قررت أن أتوقف عن الكتابة الإستراتيجية مؤقتا بعدما ظهر خبراء كثيرون يدعون أنهم خبراء في هذا المجال، اللهم إلا القليل جدا منهم، ولكنهم يلاقون من الشباب الصغير الجالس على الفيسبوك "تريقة"، لذلك آثرت أن أترك هذا النوع من الكتابات وتركه حبيس الأدراج حتى يأتي الوقت المناسب، ولكنني مضطر أن أكتب.
من ضمن الكتب التي تحويها مكتبتي، العديد من الكتب التي تتناول تاريخ الإرهاب والإرهابيين في العالم، والملاحظ في العمليات الإرهابية العالمية التي ضربت العالم في فترة الثمانينيات على سبيل المثال، أنها كانت نتاج لعملية مخابراتية ولكن نمو الجهة الإرهابية يجعل أجهزة المخابرات تفقد السيطرة عليها مرة أخرى، وهذا وضح ببساطة في عملية تنظيم القاعدة وتعظيم شأن بن لادن لمحاربة السوفييت، ولكن انقلب السحر على الساحر فكانت هجمات 11 سبتمبر 2001، ولكن دعونا نرجع قليلا إلى الخلف لنحلل العمليات الإرهابية المهمة قبل 11 سبتمبر.
في 26 فبراير 1993، تم تفجير سيارة مفخخة في مرآب مركز التجارة العالمي، وأسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة أكثر من 1000 شخص، وفي عام 1995 تم تفجير السفارة المصرية في باكستان، في 7 أغسطس 1998 تم تفجير سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية في كينيا وتنزانيا، في 2 أكتوبر 2000 تم تنفيذ عملية انتحارية ضد ناقلة عسكرية أمريكية في ميناء عدن.
الملاحظ في هذه العمليات أنها كانت تتم بطريقة تجهيز كمية ضخمة من المتفجرات في سيارة تم وضعها أو صدمها في الهدف، والحصول على المواد المتفجرة شديد البساطة يستطيع أي طالب في كلية العلوم أن يحضر قنبلة وهو في منزله، كما أن التفجير كان يتم عبر الصدم أو توصيل المواد المتفجرة مع بطارية السيارة.
عملية سيناء الأخيرة مختلفة، فطريقة العمل ضد المدرعات في البداية بدائي، ولكن الذين انتظروا قواتنا التي جاءت لنجدة التفجير الأول من الواضح أنها درست طبوغرافيا المكان جيدا، حسبت الوقت الذي يلزم تحرك القوات ووصولها إلى المكان، جاهزية القوات، عددها أيضا، لذلك فعمل سيناء الأخير ليس من خلال جهة إرهابية عادية بل جهة إرهابية مدربة على يد أجهزة مخابرات أو تعاون معها أثناء التنفيذ.
اختلاف الطريقة في التفجير، واختلاف العملية يجعلنا نؤكد أن الحادث ليس مجرد من جماعات إرهابية عادية ولكنها نتيجة تعاون بين الإرهابيين وأجهزة موساد.
كلامي بين السطور وواضح جدا ومعروف من أقصد، ولكن لي وقفة مع الأخوة الفلسطينيين، من فضلكم العدو في أرضكم أنتم، حاربوا إسرائيل لا تحاربوا مصر، لماذا تطلقون الشائعات عبر الفيسبوك، لماذا تريدون هلاك جيش مصر، الشباب الفلسطيني، حارب عدوك حرر أرضك، واترك مصر من فضلك.