رئيس التحرير
عصام كامل

خبراء يحذرون من دخول المواد المتفجرة بعد تزايد العمليات الإرهابية.. "TNT"و"C4" أكثر المتفجرات شيوعا.. أبو ذكري: تهريب المواد المدمرة عن طريق الحدود وعمال المحاجر وشركات البترول

عبوة متفجرة - صورة
عبوة متفجرة - صورة أرشيفية

تزايدت في الفترة الأخيرة حوادث التفجيرات الإرهابية، التي أصبحت مواد TNT و"C4" هما البطل الرئيسي فيها، وهما أول من توجه إليهما أصابع الاتهام.


وتعتبر مادة "تي إن تي" أحد أكثر المتفجرات شيوعًا واستعمالًا في المجالات العسكرية والصناعية، وهو قيم جزئيًا بسبب عدم حساسيته للصدمات والاحتكاك؛ مما يقلل خطر الانفجارات غير المقصودة، مقارنة بمتفجرات أخرى حساسة، ولا تحلل مادة "تي إن تي" الماء ولا تمتصه، مما يسمح باستخدامه بشكل فعال في البيئات الرطبة، بالإضافة إلى ذلك فهو ثابت مقارنة بالمتفجرات العالية الأخرى.

كما أن مادة "سي فور" شديدة الانفجار تصنع في المنشآت العسكرية، وهي ذات قدرة واسعة على تدمير الدروع، وحسب الخبراء العسكريين فإن العبوة التي تزن كيلوجراما من مادة C4 تعادل في حال انفجارها قوة 10 كيلوجرامات من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار، ويبقى السؤال دائمًا عقب كل انفجار يحدث: ما مصدر دخول هذه المواد إلى مصر؟

المحاجر
وقال اللواء جمال أبو ذكري، الخبير الأمني: "يتم الحصول على المواد المستخدمة في العمليات التفجيرية بمصر عن طريق الحدود المصرية الليبية، وهو ذات الطريق الذي تدخل منه معظم المواد المهربة كالأسلحة والمواد المخدرة".

وأكد أن الطريق الثاني للحصول على هذه المواد وخاصة مادة "تي إن تي"، هو عن طريق أصحاب المحاجر وشركات البترول الموجودة بمصر التي تدخل هذه المواد عن طريق التراخيص الحكومية، مضيفًا: "المحاجر تستخدم المواد المتفجرة علشان تصنع الرخام والطوب والحكومة بتديهم تصريح لدخول المواد دي بس في منهم بيبيعها للإرهابيين اللي بيبقوا موجودين في الجبال برضه".

وأشار أبو ذكري، إلى أن بعض الإرهابيين يقومون بتصنيع هذه المواد بسهولة عن طرق دراسة معايير ومقادير معينة تستخدم بدقة في تصنيع هذه المواد داخل مصر، قائلًا: "فيه ناس هنا بتعرف تصنعها بسهولة وبعد شوية بتبقى دي شغلتهم".

الأنفاق
أما اللواء مصطفى إسماعيل، الخبير الأمني، أكد أن هذه المواد يتم إدخالها إلى مصر من خلال طرق تهريب المخدرات والأسلحة كالطرق البرية المتمثلة في الأنفاق والطرق المنتشرة بالصحراء، وخاصة الطرق الموجودة على الحدود المصرية.

وأشار إلى أن أزمة هذه المواد هي أنه في حالة دخول طن من هذه المواد يتم نشرها بدرجة كبيرة، مضيفًا: "ممكن طن من المواد دي يغرق الدنيا ويعمل كذا عملية تفجيرية علشان كدة لازم يبقى فيه تشديدات أمنية على الحدود ومايسمحوش بجرام يدخل من المواد دي".

عمليات إرهابية
ومن أشهر العمليات الإرهابية التي استخدمت فيها مادة "تي إن تي"، هي طريق "رفح –العريش" الذي أدى إلى استشهاد 10 جنود وإصابة 31 آخرين، التي أكدت المعاينة المبدئية لموقع التفجير استخدام مادة TNT شديدة الانفجار بكمية كبيرة في الحادث، وهو ما تسبب في سقوط عدد كبير من الشهداء.

ومن الحوادث الإرهابية الأخرى التي استخدمت بها مادة "تي إن تي" ما حدث من تفجير بمحيط مقر معسكر قوات الأمن، الذي أسفر عن استشهاد مجند وإصابة 30 بينهم 3 ضباط و5 مدنيين، وأكدت المصادر الأمنية في ذلك الوقت، أن السيارة المستخدمة في تفجير الإسماعيلية كانت محملة بنحو 200 كيلوجرام من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار.
الجريدة الرسمية