رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا بعد الحداد؟!


الثأر هي الكلمة الوحيدة التي تتردد الآن على ألسنة الكثيرين بعد العمل الإرهابي الغادر والخسيس الذي شهدته سيناء وأسفر عن أكبر عدد من الضحايا بلغ نحو 60 مقاتلا ما بين شهيد وجريح..

ومن حق كل هؤلاء وغيرهم المطالبات بالثأر.. ولكن يتعين أن نتذكر أن هدفنا إذا كان يتضمن الثأر فإنه يتجاوزه لما هو أكبر وهو القضاء على الإرهاب وتصفية كل التنظيمات الإرهابية الموجودة في بلادنا للتخلص من شرورها.

هذا هو الهدف الأكبر الذي يتعين أن نظل نسعى لتحقيقه.. فنحن إذا حققناه سوف نحقق أيضا الثأر لكل ضحايانا، والأهم سوف نحمي كيان دولتنا الوطنية وسنذيل العقبات الكبرى التي تعترض طريقنا للخلاص من مشاكلنا الاقتصادية.

إننا لا نتعرض لبعض الحوادث الإرهابية أو العمليات الانتقامية، وإنما نحن نخوض حربا شرسة وضارية، يستهدف أعداؤنا فيها تصفية كيان دولتنا الوطنية والقضاء على قواتنا المسلحة المؤسسة العسكرية الوحيدة التي مازالت قائمة في منطقتنا العربية.

وفي الحرب - أي حرب - سوف يسقط ضحايا وستكون هناك خسائر؛ لأنها تشمل العديد من العمليات المختلفة.. وهذا ما يتعين تذكره، فقد سبق هذه العملية عمليات إرهابية تم إجهاضها، وسبقها أيضا عمليات هجومية تم فيها قتل إرهابيين وإلقاء القبض على بعضهم.. وهكذا الحرب طويلة وسوف تستغرق وقتا وسنقدم فيها ضحايا حتى يتحقق النصر، وهذا يقتضي أكبر درجة من التماسك الوطني.
الجريدة الرسمية