تكريـم الكنيسـة لـ«منصور» بين انتقاد الأقباط ومقاطعة الصحفيين.. فهمي: تكريم "منصور" مشبوه ويورط الكنيسة بالسياسة..دانيال: الأباء تجاهلوا ذكرى ماسبيرو..أقباط 38: التكريم يهدف لتثبيت أقدام "بو
أثارت احتفالية الكنيسة القبطية، اليوم الإثنين، لتكريم المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق، جدلًا واسعًا بين مقاطعة صحفيي الملف القبطي لتغطية الاحتفال، بعدما تجاهلت الكنيسة دعوتهم بالأساس للحضور وبين انتقاد بعض الأقباط، الذين اعتبروا هذا الاحتفال إقحاما للكنيسة في دائرة السياسة.
وتزايدت حدة الانتقادات نظرًا لما تردد بشأن اسم "عدلي منصور" مرتبطا برئاسة البرلمان المقبل، وحضور بعض الأسماء القبطية المزمع خوضها ماراثون البرلمان.
وكان صحفيو الملف القبطي أرسلوا شكوى للبابا تواضروس، والمتحدث الإعلامي باسم الكنيسة، أدان خلالها تعامل الكنيسة مع الصحفيين، والتي تحمل نوعًا من الامتهان، والتمييز.
ومن جهته وصف المحلل السياسي ميشيل فهمي تكريم الكنيسة للمستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية السابق، بتوريط الكنيسة في مجال السياسة.
وقال فهمي في تصريح خاص لـ" فيتو": "إن الأسقف الأنبا بولا يحاول توريط الكنيسة في مستنقع السياسة، وبالأخص بعد خفوت الضوء عنه، ويعطي تكريم منصور انطباعًا بأن الكنيسة تنحاز لحقبة حكم دون الأخرى" -بحد قوله-.
وأضاف أن الأقباط عاشوا خلال فترة حكم عدلي منصور متاعب جسيمة ووخيمة وقدم الأقباط تضحيات كثيرة؛ وما يجري الآن بمثابة تشويه للتضحيات الوطنية للأقباط خلال تلك الحقبة من الحكم.
وأكد أن مؤتمر تكريم المستشار عدلي منصور المقام بالمركز الثقافي بالكاتدرائية "مشبوه"؛ والذي عكف على إعدادة الأنبا بولا لأغراض سياسية.
وناشد فهمي البابا بضرورة عدم الانزلاق في الأمور السياسية وعليه باختيار متخصصين لتشكيل لجنة إدارة أزمات داخل الكنيسة تكون من الأكفاء والمتخصصين لتجنيب الكنيسة الأمور التي يزج بها فيها.
كما استنكرت ماري دانيال شقيقة شهيد ماسبيرو «مينا دانيال»، تواجد لفيف من أساقفة الكنيسة القبطية لتكريم المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق، بعد تجاهلهم لحضور إحياء الذكرى الثالثة لشهداء ماسبيرو.
وقالت شقيقة الشهيد مينا دانيال لـ"فيتو": "إن آباء الكنيسة باتوا يلفظون أبناءها؛ ولم يعد لنا انتظار شيء من قيادات الكنيسة، فلن نجد أحدا من الأساقفة يؤازر أبناء الكنيسة في المحن".
وأضافت ماري دانيال: "إن الكنيسة تتجاهل قضية ماسبيرو وتطالبنا بنسيان دماء أولادنا وهذا ما سبق وذكره الأنبا بولا أسقف طنطا، فالشهيد مينا دانيال ليس شقيقا للأنبا بولا حتى ينزف قلبه دما على فقدانه".
فيما قال نادر الصيرفي رئيس رابطة أقباط 38: "رغم أن المستشار عدلي منصور يستحق التكريم لدوره في إدارة البلاد خلال الحقبة العصيبة التي مرت بها البلاد، إلا أن تكريمه في ظل تجاهل الكنيسة لملف الأحوال الشخصية بمثابه استفزاز للمتضررين من هذا الملف".
وأضاف الصيرفي في تصريح خاص لـ"فيتو" أن الأنبا بولا يسعى من خلال احتفالية تكريم المستشار عدلي منصور، تثبيت أقدامه بالملف السياسي، لتكون بمثابة ورقة للضغط على البابا، حال سحب ملف الأحوال الشخصية منه، وخاصة نظرًا لغضب الرأي العام القبطي تجاه الأسقف ـ بحد تعبيره.
وتابع: "إن الحقوق المدنية للمسيحيين مسلوبة بيد الأنبا بولا، ومازال يترك هذا الملف الحساس عالقا، دون النظر إليه أو مناقشة مشروع الأحوال الشخصية، الذي طرحناه منذ عامين ويلهث خلف الاحتفالات وماشابه لضياع الملف وسط زخم الأحداث".
وفى ذات السياق قال نادر صبحي سليمان، منسق حركة شباب كريستيان: "إن تكريم المستشار عدلي منصور بالكنيسة لدوره الوطني أمر لاخلاف عليه، وإنما تجاهل الكنيسة لدعوة الصحفيين الحياديين لتغطية الاحتفال يعد أمرًا يثير اللغط والتساؤلات."
وأضاف منسق شباب كريستيان لـ"فيتو": "إن تدخل الأنبا بولا في تنسيق حفل تكريم عدلي منصور، يهدف لتلميع شخصيات قبطية بعينها يريدها الأسقف نوابا بالبرلمان المقبل، وهو ما أدى إلى تحول الحفل إلى دعاية انتخابية لمرشحين للبرلمان".
وتساءل: لماذا يتم تجاهل دعوة الصحفيين للكثير من الفعاليات وتعمد بعض الأساقفة إهانة الصحفيين الحياديين.