رئيس التحرير
عصام كامل

تنظيم الدولة اللا إسلامية.. واغش!


الواغش كلمة منتشرة في ريف مصر، وتعني صوت الحشرات غير مأمونة العواقب، فإذا سمع في هدوء الليل صوت غريب، مثل حفيف الأشجار، فإنهم على الفور يرددون "واغش".. وأظن أن ما نسمع من أخبار عن داعش يدفعنا دفعًا إلى القول "واغش"، فالواغش هو صوت حشرات غير معروفة ولا مأمونة وهو نفس حال تنظيم الدولة اللا إسلامية.. داعش!!


وهذا الواغش الذي تتردد أصداء أخباره في كل أنحاء العالم، صنع شيئًا معجزًا لم تصنعه حشرات معلومة ولم تستطع أن تقوم به حيوانات مألوفة، هذا الواغش المجهول استطاع أن يجمع العالم شرقه وغربه، شماله وجنوبه، على كلمة واحدة ألا وهي أننا أمام خطر مجهول وصوت نشاز وجرائم يندى لها جبين الكافر والمؤمن.

تمكنت داعش أو واغش من جمع المتناحرين والمختلفين والمتناقضين.. فأعداء الأمس باتوا فريقا واحدا في مواجهة الصوت المجهول.. الأمريكان والإيرانيون يتحدثون بلغة واحدة.. السعوديون والإيرانيون يتكلمون بمفردات مشتركة.. الإنجليز والفرنسيون والألمان يتعاطون مع الصوت المجهول بنفس الكيفية.. صناع داعش وضحاياه باتوا في سلة واحدة بعد أن آمن الصانع أنه إنما صنع جرثومة وفقد السيطرة عليها.. سبحان مغير الأحوال!!

الذين عرفوا الله والذين يجهلونه.. الشيعة والسنة.. المسلمون والمسيحيون واليهود.. الكبار والصغار.. البيض والسود.. أصبحوا جبهة في مواجهة خطر اللا إنسانية القادم عبر الصوت المجهول من الدولة اللا إسلامية داعش، على أن هذا التحالف الهش لن يعيش طويلًا، وسوف يستفيد الصوت المجهول من كل التناقضات الوليدة داخله ولن نستمر طويلًا حتى نسمع عن أخبار حول المعركة الثانية بين المتحالفين.

وأثبت تنظيم الدولة اللا إسلامية داعش أن بشار الأسد يخوض معركة بلاده ضد التطرف والإرهاب وكل التنظيمات الواردة إلى بلاده بغرض استهداف أمنها.. وبات واضحًا أن العالم مدين باعتذار للشعب السوري الذي تركناه يخوض معركة الإنسانية بالنيابة عن البشرية كلها.. وأصبح من المنطقي أن نقف إلى جانب سوريا شعبا وحكومة لقتال هذا المارد الذي يحاربه السوريون وحدهم.

ومن البديهي، أن تتغير خارطة التحالفات في منطقتنا ولم يعد خافيا أن صمود سوريا إنما واجه نيابة عن العالم المتحضر شرورا شارك في صناعتها العالم كله مجتمعا إما بالدعم والاحتضان أو بالصمت.. والآن تحالف يظهر من خلاله مدى ما يتمتع به الشعب السوري من شجاعة وجسارة ليست غريبة عنه، ولا شكّ أن النصر حليف السوريين مهما كان كيد الكائدين ويظهر من جديد أن الشعب السوري هو وحده من يقرر الطريقة التي يعيش بها، وأن هذا الشعب الذي دفع من دماء أبنائه الكثير لن تهزمه قوى الشر أبدًا!!
الجريدة الرسمية