"السيسي" خلال لقائه بأعضاء "لجنة سد النهضة": يد مصر ممدودة لأشقائها لتعزيز التعاون وتحقيق المصالح المشتركة.. "الرئيس" يؤكد حرصه على إنجاح أعمال اللجنة.. مع توطيد علاقة مصر بإثيوبيا والسودان

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، اجتماعًا مع أعضاء اللجنة الوطنية الثلاثية لسد النهضة، بمقر رئاسة الجمهورية، حضره كل من أليمايهو تيجنو وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، ومعتز موسى عبد الله، وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني، والدكتو حسام الدين مغازي، وزير الموارد المائية والري.

تعزيز التعاون
وقد قال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس استهل اللقاء بالترحيب بالوزيرين الإثيوبي والسوداني، مؤكدًا على ضرورة تعزيز وتعميق التعاون فيما بين الدول الثلاث، التي يبلغ تعداد سكانها نحو 200 مليون نسمة تقريبًا، بحيث لا يقتصر على ملف المياه فقط، بل يمتد ليشمل قطاعات أوسع للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والثقافي، بما يحقق أقصى استفادة ممكنة للدول الثلاث ويعود بالنفع على شعوبها.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس أكد عزم مصر خلال المرحلة المقبلة على الدفع بعلاقاتها مع كل من إثيوبيا والسودان في كافة المجالات، لاسيما فيما يتعلق منها بالموارد المشتركة لنهر النيل ودون الإضرار بمصلحة أي طرف.

وأكد الرئيس خلال اللقاء على حرص مصر على إنجاح أعمال اللجنة الوطنية الثلاثية، معربًا عن الأمل فى توصلها قريبًا إلى اتفاق بشأن المكاتب الاستشارية التي ستضطلع بعمل الدراسات المطلوبة، للتأكد من التأثيرات المحتملة للسد على دول المصب.

التفاهم حول سد النهضة
وأعرب الرئيس عن تطلعه لأن يمثل التفاهم حول سد النهضة، نقطة انطلاق ونواة لتعاون أرحب بين الدول الثلاث، مشددًا على أهمية عودة نهر النيل كما كان على مر العصور، مجرى للتعاون والأخوة والتنمية المشتركة لدول وشعوب حوض النيل.

وأكد الرئيس أن أيدى مصر ممدودة إلى أشقائها، لتعزيز التعاون وتحقيق المصالح المشتركة والتنمية والرخاء.

الاستثمارات المصرية
من جانبه، نقل الوزير الإثيوبي تحيات وتقدير رئيس الوزراء هايلا ماريام ديسالن، إلى الرئيس، مؤكدًا أنه لا بديل عن التعاون بين دول حوض النيل، وأن هناك الكثير من الأمور التي يمكن تحقيقها إذا ما تم تفعيل التعاون بين البلدين، مشيرًا في هذا الصدد إلى الاستثمارات المصرية الكبيرة في بلاده.

وحذر الوزير الإثيوبي من محاولات البعض، لإثارة الخلافات بين الدولتين الشقيقتين، بما يؤثر سلبًا على العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع بينهما، مؤكدًا حرص بلاده على تقديم المعلومات الصحيحة.

كما نقل الوزير السوداني تحيات الرئيس عمر البشير إلى الرئيس، مشيرًا إلى تأكيد البشير على أن الحفاظ على مصالح مصر وعدم الإضرار بها، بمثابة مصلحة وطنية سودانية لم يتم الحياد عنها، فى ضوء العلاقات الأزلية والروابط الوثيقة التى تربط بين البلدين.

تحقيق مصالح مشتركة
وأكد الوزير السوداني حرص بلاده على التشاور المستمر مع مصر من أجل تحقيق مصالح مشتركة، مؤكدا أن توثيق العلاقات مع دول حوض النيل هو خيار إستراتيجي بالنسبة للسودان.

وقد استعرض الدكتور حسام الدين مغازي، وزير الموارد المائية والري المصرى، خلال الاجتماع، نتائج أعمال اللجان الفنية التي عقدت بمشاركة الوزراء الثلاثة، والخطوات الجارية لاختيار المكاتب الاستشارية التي ستقوم بعمل الدراسات اللازمة عن سد النهضة.

وقد أعرب الرئيس في ختام الاجتماع عن تمنياته بالتوفيق لأعضاء اللجنة الثلاثية في مهمتهم، مؤكدًا أن مستقبل شعوب الدول الثلاث مُلقى على عاتقهم، وهو ما يُعظم من قيمة مسئولياتهم ويُحفزهم لتحقيق الأهداف المرجوة.