رئيس التحرير
عصام كامل

ننشر تفاصيل الجزء الأول من شهادة اللواء عادل عزب في قضية التخابر.. الشاهد: المتهمون حاولوا إدخال المجاهدين إلى فلسطين.. الإخوان تعاونوا مع أمريكا لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير

محاكمة متهمى قضية
محاكمة متهمى قضية التخابر - صورة ارشيفية

واصلت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، اليوم الثلاثاء، نظر جلسة محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي و35 متهما آخرين من قيادات وأعضاء تنظيم الإخوان الإرهابي في قضية التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومي، والتنسيق مع تنظيمات جهادية داخل مصر وخارجها، بغية الإعداد لعمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية.


عقدت الجلسة برئاسة المستشار شعبان الشامى وعضوية المستشارين ياسر الأحمداوى وناصر صادق بربرى بسكرتارية أحمد جاد ومحمد رضا

وبدأت الجلسة في الساعة الحادية عشرة صباحًا وقامت المحكمة بإثبات حضور المتهمين والمحامين الحاضرين للدفاع عنهم.

واستفسرت المحكمة من النيابة العامة بشأن تنفيذ القرارات السابقة وتأكدت من تنفيذها كاملة وقدمت التقارير الطبية الخاصة بالمتهمين محمد البلتاجى وعيد دحروج وخيرت الشاطر وعصام العريان، كما قدمت خطاب الأمن الوطنى بشأن القائمين بتأمين المنافذ الشرقية ومنها القنطرة شرق وكوبرى السلام.

وطالب ممثل النيابة العامة من المحكمة ضم صورة من شهادة اللواء حسن عبد الرحمن رئيس جهاز أمن الدولة المنحل والتي أدلى بها بقضية الهروب من سجن وادى النطرون بجلسة 10 أكتوبر الجاري.

كما أكدت النيابة أنها قامت بإعلان الشاهد اللواء عادل عزب والذي مثل اليوم أمام المحكمة وقرر بعد حلف اليمين القانونى أنه يعمل لواء بقطاع الأمن الوطنى ومسئول عن إدارة العنف والإرهاب والأمن الداخلى حاليا ووقت الواقعة كان مسئولا عن ملف نشاط الإخوان.

واعترض محام حاضر عن رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين الإخوان المحامى محمد الدماطى على سماع الشاهد بجلسة اليوم والتمس تحديد جلسة أخرى لمناقشته لارتباط "الدماطى" بجلسة أخرى بمحافظة الجيزة وهو الذي طلب سماع شهادته.

وهنا اعترضت النيابة العامة على تأجيل سماع الشاهد رغم تأجيل نظر القضية لأكثر من 3 جلسات وقامت بتوجيه الأسئلة للشاهد.

وأكد الشاهد أنه تولى ملف الإخوان منذ عام 1992 وحتى ثورة 25 يناير، وأن جماعة الإخوان أسست للدعوى ولكنها انحرفت عن مسارها وكانت تعمل من خلال جهازين علنى وآخر سرى ينفذ أغراض الجماعة الخاصة بالتنظيم السرى وهى خلق حالة من الفوضى بالمجتمع وقلب الأنظمة الموجودة بالمنطقة العربية.

وأضاف أن جماعة الإخوان هي أول جماعة أطلقت العنف منذ أربعينيات القرن وقامت بارتكاب جرائم الاغتيالات والتدمير والانفجارات، وأنهم استغلوا الإسلام في جذب تعاطف المصريين وقاموا بتشويه صورته.

وأشار إلى أن بداية سلسلة الاغتيالات بدأت تظهر بوضوح منذ محاولة اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر واستمرت حتى ارتكاب الحوادث الإجرامية التي حدث بعد 30 يونيو من قتل الضباط وضرب مؤسسات الحكومة لإسقاط الدولة المصرية وليس النظام لأن النظام سقط في 25 يناير ولكنهم حاولوا إسقاط المجتمع المصرى نفسه.

كما أكد الشاهد أيضًا أن القضية الماثلة الآن ويحاكم فيها المتهمون هي التخابر مع جهاز استخبارات أمريكى وتنظيم دولى، وهى ليست وليدة اليوم ولكنها قديمة بدأت منذ تأسيس جماعة الإخوان وعن دورهم في السعودية وحرب العراق والكويت.

وأشار إلى أنه أينما وجد الأمريكان وجد الإخوان وأن الإخوان كانوا أداة أمريكا لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير وكانوا ينفذون خطط أمريكا في تفكيك الدول العربية إلا أن مصر حماها الله بشعبها ومجتمعها وتدين أهلها.

وحاول الإخوان أخونة الدولة المصرية حتى يستطيعوا تفكيك المجتمع المصرى وتنفيذ سياسات أمريكا، وأشار عزب إلى أنه مدير المرحوم محمد مبروك الذي أجرى التحريات بالواقعة وأنه لم يشاركه في إجرائها ولكنه أطلعه عليها، وأنه يوم 21 يناير بدء اتصالات الإخوان ببعضهم وتم تسجيل المكالمات التي دارت بين محمد مرسي والمتهم أحمد عبد العاطى.

وأكد أن عبد العاطى هو الذي كان يدير الحوار ويعطى الأوامر رغم أن مرسي كان أعلى سلطة منه، وأخبره عبد العاطى بأنه سافر والتقى مع أحد عناصر الاستخبارات الأمريكية وقابله في تركيا، إلا أن مرسي أبدى تخوفه من لقاء عميد المخابرات الأمريكية وأن يكون للإخوان دور، إلا أن عبد العاطى طلب منه أن يقوموا بأخونة الدولة ويكون للإخوان دور ورقم صحيح بالبلاد، ولكن تخوف مرسي أيضا من أن يكون للأمريكان طرف آخر غيرهم ومن بينهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، فرد عليه عبد العاطى لاه هما ما بيتصلوش بيه.

فرد مرسي: "ممكن تكون جهة أخرى بتتصل بيه، فأجاب عبد العاطى قائلا وليكن بس احنا الأصل"، وتحدثوا بأن تركيا وقطر قد يكون لهما دور من مال وإعلام وسياسة.

وقدم اللواء عادل عزب للمحكمة وثيقة تحالف الإخوان مع حماس، وأكد أن حماس صنيعة إخوانية وأن الإخوان كانوا يتخابرون معهم كان هناك وثيقة تثبت تحالف الإخوان مع حماس قدمها بملف القضية وأنه يحوزها الآن وقدمها لهيئة المحكمة ومعنونة باسم "النظام الأساسى للإخوان بفلسطين حركة المقاومة الفلسطينية".

واستكمل الشاهد سرده للوثيقة وقال:"إنه كان يهدف لإدخال المجاهدين إلى فلسطين وأن تتسم جماعة الإخوان بالجهادية، وتعليمهم في صالات الحديد - الجيمانزيم".

فاعترض المتهمون عن كلمة "جيمانيزيم" وقالوا إنهم لا يفهمون معناه فرد القاضى عليهم "الجيم" ونادي على "البلتاجى" قائلًا "ازى انت ماتعرفش هي عبارة عن علبتين سمنة تملئ بالأسمنت وترفعها بأيديك ماهو ده الا فتقك يا بلتاجى".

وأضاف عزب أن المتهم خيرت الشاطر النائب الأول لمرشد الجماعة والشخصية الأقوى للجماعة وهو المسيطر على التنظيم المالى للتنظيم، ورغم أنه لم يتم ذكر اسمه في مكالمات محمد مرسي وأحمد عبد العاطى ولكن دوره قديم في التخابر فسبق وتم اتهامه وقضى عليه بالسجن 7 سنوات وأنه عند إلقاء القبض عليه في عام 2007 فتم العثور على وثائق بمطالعتها تبين أنها تكشف ما حدث بالبلاد الآن ومنها وثائق باسم "المجموعات الساخنة " وهى التي تعمل في الهيكل التنظيمى للجماعة ويطلق عليها "الخلايا النائمة".

علاوة على الحصول على محرر باسم "ماذا نحن فاعلون" يتحدثون فيه عن عدة محاور ومنها محور الإعداد البدنى والنفسى والتواجد في المناطق الحيوية بالدول العربية ومن بينها رفح المصرية انتظارا لأى فرصة، ودعوة أهل المنطقة للتضامن معهم واستقطابهم.

وكشف الشاهد أمام المحكمة أن المكالمات التي تم تسجيلها للمتهمين محمد مرسي وأحمد عبد العاطى كشفت أدوار المتهمين سعد الكتاتنى وصلاح عبد المقصود ويوسف القرضاوى وصفوت حجازى.

كما كشف أيضًا أن المكالمات التي تم تسجيلها للمتهمين محمد مرسي وأحمد عبد العاطى عن تخابرهم أيضا مع أجهزة الاستخابرات بدول ألمانيا وإنجلترا وفرنسا إلى جانب أمريكا وقطر وحماس.

وأضاف عزب بأن الهيكل التنظيمى لجماعة الإخوان وهو عبارة عن هيكل هرمى ويأتى على رأسهم المرشد العام وعلى رأسه مكتب الإرشاد ثم مجلس شورى الجماعة ثم اللجان النوعية المركزية ثم مسئولى المكاتب الإدارية بالمحافظات ثم مسئولى المناطق ثم مسئولى الشعب ثم مسئولى الأسر.

وأكد أن نشاط الإخوان كان يأخذ شكلا خفيا فكانوا يرشحون أنفسهم في الانتخابات بمسمى مستقل ويختارون شعارات لدعايتهم الانتخابية توضح انتماءاتهم مثل "الإسلام هو الحل".

وأضاف أنه بالرغم من وصول الجماعة إلى سدة الحكم وتكوين حزب لهم باسم "الحرية والعدالة" إلا أنهم لا يريدون أن يختزلوا في حزب سياسي ولكنهم يتمسكون بالجماعة لأنها تنظيم دولى ولا يريدون الوطن فقط ولكن العالم كله.

وأكد الشاهد أن دور المتهم أحمد عبد العاطى بالقضية هو أنه تقابل مع عميل مخابرات أمريكى بتركيا واتفق معه على خطة لجعل الإخوان رقما صحيحا في مصر.

وأوضح أن الضابط الشهيد محمد مبروك مجرى التحريات بالقضية بأنه كان مسئولا عن نشاط جماعة الإخوان بالجهاز، وأن مصادر المرحوم تكون من خلال عناصر من داخل الجماعة علاوة على المراقبة من داخل البلاد وخارجها.

وأشار عزب إلى أن جماعة الإخوان هدفها هدم المنطقة العربية وجعلها متخلفة لتكون إسرائيل هي المتحكمة في الشرق الأوسط وتعمل على هدم الإسلام وخلق إسلام جديد، وأن الإخوان يصنفون إلى نوعين نوع مضللين لا أمل فيهم، ونوع آخر مضللين وهم المخدوعين الذين نريد أن نأخذ بأيديهم.

وأوضح أن الإخوان حاولوا خلق نزاعات طائفية بالبلاد ووضعوا الفتيل بين عنصرى الأمة حتى نصل إلى الإسلام السياسي والليبرالى.

وأن مصر خدعت لفترات ولكن سرعان ما استعادت نفسها فهى مستهدفة من أيام الفاطميين الذين خدعوا المصريين وجعلوهم يأكلون الحلاوة يرتدون الطربوش ولكن سرعان ما خلعوه.

كما أكد عزب أن 36 متهما بالقضية كانت أدوارهم موزعة فمنهم من قاموا بتوفير المال والسلاح والملاذ الأمن للعناصر الحمساوية وحزب الله.

وأوضح أن التخابر هو عبارة عن قيام مواطن مصري بالاتصال بعناصر أجنبية يملى عليه القيام بتصرفات معينة تهدد أمن مصرى بمقابل سواء مادى أو معنوى بوعد بشىء مقابل تنفيذ هذه المهام بالبلد، وأن محضر التحريات مثبت به الوقائع التي ارتكبها المتهمون من اتصالات واجتماعات ومقابلات.

وأشار إلى أن هدف الإخوان هو إغراق المؤسسات الحيوية للدولة لتمكين الإخوان منها ليتحكموا في المجتمع المصرى، وأن أكبر دليل على ذلك هو أنه يتم التحقيق الآن في قضية مخطط لضرب اقتصاد مصر. 

وتساءل الشاهد "كيف يعيشون على أرضنا ويأكلون من خيرها ويضربون اقتصادها ؟"، وأكد أن جماعة الإخوان "المضللين" منهم خائنون لوطنهم ولا يستحقون أن يحملوا الجنسية المصرية.
الجريدة الرسمية