رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة بين «القاهرة» وشركات النظافة.. شوارع العاصمة «غرقانة في الزبالة» والشركات الأجنبية تعمل بثلث طاقتها.. 140 مليون جنيه ديون على المحافظة.. ورئيس الهيئة يطالب «المالية»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تواجه محافظة القاهرة أزمة مع شركات النظافة الأجنبية بسبب عدم سداد الحكومة مستحقات الشركات المالية، الأمر الذي أدى إلى تقليص الشركات الأجنبية معداتها حتى "غرقت شوارع العاصمة في القمامة".


وتنقسم القاهرة إلى أربع مناطق "الغربية، الشمالية، الجنوبية، الشرقية" يتم تنظيفها بواسطة شركات أجنبية، عدا المنطقة الجنوبية تتولى الهيئة العامة للنظافة والتجميل نظافتها، بالإضافة إلى شركتين وطنيتين وهما "أوربا 2000، نهضة مصر"، وكذا المنطقة الشمالية والغربية تتولى عملية تنظيفها شركات أجنبية وهما شركة "ffc" " لنظافة شرق القاهرة، أما شركة "اما العرب" تتولى نظافة شمال وغرب القاهرة، وهو ما يعنى أنها تغطى أكبر مساحة من القاهرة بواقع 16 حيا: "الشرابية، الساحل، الزيتون، روض الفرج، الزاوية الحمراء، حدائق القبة، شبرا، وسط القاهرة، غرب القاهرة، الوايلى، باب الشعرية، الموسكى، الأزبكية، بولاق، منشأة ناصر، وعابدين".

"شكاوى المواطنين"
ورغم كل هذه الشركات، إلا أن الشكاوى متكررة من قاطنى شرق وشمال وغرب القاهرة من سوء أداء شركات النظافة الأجنبية، في الوقت نفسه أوضح الدكتور جلال السعيد، محافظ القاهرة، أن هناك غرامات يتم تسجيلها ضد الشركات لتقصيرها في أداء الخدمة، وأن حال وصول الغرامات إلى 10% من قيمة التعاقد السنوى فإنه يحق للمحافظة فسخ التعاقد، موضحا أن 15 ألف طن قمامة هي الكمية التي تنتج عن مخلفات أهل العاصمة يوميا وتصل فاتورة النظافة سنويا بالعاصمة إلى نصف مليار جنيه.

"أزمة المستحقات"
ووسط إلقاء الشركات الأجنبية بالاتهامات، خرجت الأخيرة مؤكدة أن المحافظة لم تدفع المستحقات المالية المتفق عليها وبالتالى لا يتسنى لهم صيانة المعدات أو شراء معدات جديدة حيث أن المستحقات التي تقوم المحافظة بدفعها وتصل إلى 10 ملايين جنيه كحد أقصى تكفى رواتب العاملين فقط، وأنه منذ شهر قامت شركة "اما العرب" بالضغط على محافظة القاهرة للحصول على مستحقاتها المالية من خلال تقليص المعدات لتصل إلى ثلث طاقتها وبالتالى تتحمل الأحياء وهيئة النظافة أعباء إزالة القمامة.

في السياق ذاته، أكد مصدر بالهيئة العامة للنظافة والتجميل أن شركة "اما العرب" تصل مستحقاتها المالية إلى ما يقرب من 140 مليون جنيه، وهى ديون تراكمت على الدولة عقب ثورة 25 يناير، وتقوم المحافظة بدفع مبلغ شهرى للشركة وفقا لما يتم توفيره من وزارة المالية ويتراوح غالبا من 6: 10 ملايين جنيه، وهو ما يكفيها لدفع مرتبات العاملين فقط، دون صيانة المعدات.

وأوضح أنه من المفترض تخصيص ما يقرب من 30 مليون جنيه "فاتورة شركات النظافة الأجنبية والوطنية" التي تعمل بالقاهرة، منها 16 مليون جنيه لشركة "اما العرب" إلا أن تراكم الديون عقب الثورة أدى إلى تضخم المبلغ وبالتالى قامت الشركة بالضغط على المحافظة من خلال الإخلال بالعقد وتقليص معدات النظافة إلى الثلث إذ عمدت إلى ترك تلال القمامة ليقوم الحى بالتنسيق مع الهيئة لإزالتها.

"تقليص المعدات"
وقال نبيل مهدى، مسئول ملف النظافة بشمال القاهرة، إن شركة "اما العرب" قلصت معداتها، لافتا إلى أنه من المفترض الدفع بـ25 سيارة قلاب بكل حى لإزالة تراكمات القمامة إلا أن الشركة دفعت بـ 4 سيارات فقط وهو ما يعنى أن معدات الشركة تعمل بثلث طاقتها، مبررة ذلك بأن أسطول سيارتها يقف في "الجراجات" يتنظر قطع الغيار، وأن الشركة غير قادرة على شرائها، نظرا لأن ما تدفعه لها المحافظة شهريا مبلغ ضئيل يكفى مرتبات العاملين فقط.

من جانبه طالب المهندس حافظ السعيد، رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة، بضرورة توفير وزارة المالية 50 مليون جنيه، تدفع لشركة "اما العرب" حتى يتسنى لها صيانة سيارتها، وأن تحاسبها المحافظة على تقصيرها في عدد المعدات المتفق عليها في العقد المبرم.
الجريدة الرسمية