رئيس التحرير
عصام كامل

عار على الحاكم الذي يسمح بتزوير التاريخ!


في تقديري أن أهم رسائل الرئيس في احتفالاتنا بنصر أكتوبر هذا العام، كانت موجهة لشعب مصر، أكثر شعوب الأرض وطنية وحبا لتراب وطنه، فهو صاحب القول الفصل.. هو من يقرر مصيره ويختار من يحكمه، وقد حرر مصر من الحكم الفاشي للإخوان حين خرج بثورة مذهلة في 30 يونيو أنقذت المنطقة من مخططات التقسيم والتآمر ومن حروب مدمرة نشهدها في دول مجاورة.

ساند قادة الكفاح والتحرر والنصر منذ فترة أحمد عرابي وحتى الرئيس السيسي.. وها هو اليوم يقوم بثورة بناء وتعمير مساندا ومؤيدا للرئيس في قراراته ومشروعاته ورؤيته للمستقبل، سانده في الأمم المتحدة وفي إصلاحه الاقتصادي وخفض الدعم ولا يزال يسانده.. لذا كانت التحية العسكرية للشعب لأول مرة تكريما وعرفانا بدوره.

أهم رسائل الرئيس أيضا كانت للأحزاب والقوى السياسية ودعوتها لاحتضان الشباب وإدماجهم في العملية السياسية مع قرب الانتخابات البرلمانية كما تفعل مؤسسات الدولة بضم كفاءات شبابية إلى مجالس تتبع الرئاسة ومجلس الوزراء والوزارات المختلفة.

كانت رسالة السيسي للإعلام واضحة، بأن تعود مصر مدرسة متفردة في الإعلام بالمهنية والأخلاق وصدق الكلمة والبعد عن التشهير والإساءة.. وهو ما يدعونا للتساؤل: هل آن الأوان لكتابة تاريخ مصر خصوصًا الفترة من يوليو 1952وحتى يونيو 2013 من خلال مصادر لا يرقي إليها الشك مثل وثائق القوات المسلحة وأحكام القضاء وشهادات حية من قيادات خاضت الحروب وعاشت الأحداث بأمانة وموضوعية وحيادية وليس من خلال ما يكتبه بعض نخبتنا وأعلامنا المضللين الذين شوهوا التاريخ وزيفوه بالهوى والضلال.. فالتاريخ لا تكتبه الأنظمة بل تكتبه الضمائر الحية والمصادر الموضوعية غير المنحازة.

وعار على أي مجتمع يسمح لحاكمه بتزوير التاريخ.. وعار على الحاكم الذي يتم تزوير التاريخ في عهده وتحت سمعه وبصره دون أن يتحرك لوقف هذا العبث!!

تزوير التاريخ لا يدوم.. والحقيقة لا تموت حتى وإن طال الزمن.

هل يشهد عهد الرئيس السيسي كتابة تاريخنا الحقيقي على أساس جديد.. فالتاريخ ملك الشعوب وليس ملك من يحكمونها.
الجريدة الرسمية