رئيس التحرير
عصام كامل

«فريدمان»: «الدواعش كائنات دخيلة توسعية»

الكاتب الأمريكي توماس
الكاتب الأمريكي "توماس فريدمان

شبّه الكاتب الأمريكي "توماس فريدمان"، مقاتلي تنظيم "داعش" بالكائنات الدخيلة التوّسعية في أرض كل من العراق وسوريا.

ودللّ على ذلك، في سياق مقال نشرته "نيويورك تايمز"، بشهادة أحد المسئولين العراقيين الذي رصد تسمية الدواعش للشيعة العراقيين بـ"الرافضة" وهي كلمة غريبة وغير مستخدمة في المجتمع العراقي بحسب ذلك المسئول، وإنما هي وافدة من السعودية حيث يستخدمها أصوليو الوهابية.


واستعان فريدمان بحقائق علمية حول النباتات الدخيلة التوسعية مشيرا إلى أنها لا تنمو وتزدهر إلا في الأراضي البور أو على مفارق الطرق.. وأن تلك النباتات في بعض الأحيان قد تحدث اضطرابا في نظام البيئة التي نبتت فيها، وتؤثر بلا رحمة على حياة النباتات الأخرى الأصلية وقد تزيحها نهائيا وتحل محلها، وتضر بالتنوع البيولوجي الطبيعي بحيث لا يبقى غيرها في المكان.

وأكد فريدمان أن "ائتلاف" داعش القادم من بلاد شديدة التنوع كالشيشان وليبيا وبريطانيا وفرنسا واستراليا والسعودية، لم يكن له لينتشر بهذه السرعة رغم قلة عدد مقاتليه إلا في ظل مجتمعات ممزقة كتلك الموجودة بالعراق وسوريا حيث تمكن هؤلاء الغزاة من تشكيل تحالفات مع المضطهدين من أبناء تلك المجتمعات سواء أكان هؤلاء علمانيين عراقيين أم سُنة سوريين أم جنودا سابقين في الجيش البعثي ممن لم تكن مشكلتهم طائفية في أساسها بقدر ما تعلقت بمن يَحكُم البلاد.

ولفت الكاتب إلى أن الدواعش اليوم –أجانب ومحليين- يمارسون معا ضغوطا على كافة أبناء العراق وسوريا الأصليين بهدف مُعلَن هو القضاء على التنوّع في هذه المجتمعات الذي كانت ذات يوم متعددة، لتصطبغ بصبغة واحدة هي صبغة هؤلاء الظلاميين.

ورأى فريدمان أنه من السهل التعرف على المناخ المهيِّئ لانتشار الدواعش واتساع دولتهم، معيدا إلى الأذهان كيف "تم إنهاك المواطن العراقي في حرب تلو الأخرى، الأولى استمرت ثماني سنوات ضد إيران والثانية كانت حرب الخليج الأولى بعد اجتياح صدام حسين للكويت ثم إخضاعه على مدى عقد من الزمان لعقوبات أُمَمية كسرت الطبقة المتوسطة في البلاد، ثم كان على هذا المواطن العراقي احتمال سنوات من الفوضى على أثر الاجتياح الأنجلو أمريكي لبلاده الذي سلّم مقاليد العراق لنظام فاسد وحشيّ مناصر لشيعة إيران بقيادة نوري المالكي الذي لم يدّخر ذرة من جهده للإبقاء على السُنة العراقيين قيد الفقر والقمع... هذا بالضبط هو المناخ السياسي الممزق الذي تهيأ لكي تنمو داعش وتربوا وتزدهر على أرضه".

وعاد فريدمان إلى التماس الحقائق العلمية للقضاء على النباتات الدخيلة التوّسعية على غرار الدواعش، مُنّبها على "ضرورة استخدام مُبيدات حشائش بشكل حريص وممنهج (حرب الرئيس أوباما الجوية)، لكن في الوقت نفسه يتعين العمل على تقوية جانب النباتات الأصلية (جهود أوباما لتشكيل حكومة وحدة وطنية في بغداد بشراكة شيعية - سنية - كردية).

ودعا صاحب المقال إلى ضرورة أن تضغط أمريكا على الحكومة العراقية الغنيّة بالنقد للتركيز على تقديم الخدمات لكل عراقي لا يزال تحت سيطرتها وتوفير أمن وظائف ومدارس أفضل بغض النظر عن الانتماء الطائفي.. وقال فريدمان "بهذه الطريقة يمكننا تقوية النظام البيئي ضد الكائنات الدخيلة".

واختتم "عادة ما نغالي في تقدير التدريب العسكري والقوة ونقلل من أهمية ما تحتاجه أمم كالعرب والأفغان.. من نظام حُكم لائق وعادل، والذي لا يمكن بدونه الرهان على مواطن حقيقي لديه الرغبة في النضال، وعندئذ فلا معنى للتدريب والقوة العسكرية".
الجريدة الرسمية