رئيس التحرير
عصام كامل

قطار السعادة


وصلتني رسالة من إحدى القارئات تقول:

تزوجت منذ ثلاث سنوات، أحببت زوجي حبا جما منذ أيام الخطوبة الأولى، وبادلني نفس المشاعر، وكأن كل منا وجد نصفه الآخر بعد رحلة بحث شديدة العناء، زوجي إنسان محترم، طيب، كريم، وبالرغم من كل هذا الحب بيننا فإنه يغضب كثيرا ويخاصمني بالأيام.

غالبا أسعى أنا للصلح وإنهاء الخلافات، وأشعر بالحزن وتخيم على حياتي حالة من الكآبة، أحيانا أتصور أنها النهاية وأن الطلاق آت لا محالة، لكن عندما نتصالح يقسم لي أنه يحبني ولا يتصور العيش بدوني.

تغيرت ردود أفعالي فأصبحت أرد عليه الكلمة بالكلمة أجادله وأحيانا يرتفع صوتي - فأرى منه نظرة عتاب تقتلني- يتحول الموقف لمعركة ما كنت أتصور أن تحدث بيننا يوما.

وقفت مع نفسي يوما أخذت أتأمل حياتي وسألت نفسي: ما هذا الحال الذي وصلنا إليه؟ ترى من المسئول؟ وكيف تعود السعادة لحياتنا؟ لذلك أرسلت إليك.

أختي الفاضلة: أستطيع تصور معاناتك، لكنك لا تعانين وحدك فكلاكما يشعر بالتعاسة.
أرى أن السبب الأول وراء معاناتكما هو: توقعكما لحياة زوجية خيالية بلا منغصات، حيث كانت فترة الخطوبة مفعمة بالعواطف لذلك لم تتفقا خلالها على ضوابط لحياتكما، ولم تتقبلا حدوث أي خلاف بينكما، فأصابتكما خيبة أمل وإحباط.

يرى بعض الخبراء، أن الذي يحدد طبيعة الحياة الزوجية ليس مقدار الحب بين الزوجين وإنما طريقة تعاملهما مع الخلافات.

أما السبب الأهم هو عدم إدراككما حقيقة الاختلاف بين الرجل والمرأة في طريقة التفكير والتعبير عن الحب، وكذلك طرق معالجة الخلافات؛ توقع كل منكما تصرف الآخر بنفس الطريقة التي يتصرف هو بها، ولم يقبل غيرها للتعبير عن حب الآخر له فزاد الشقاق بينكما.

أعلم أنه يزعجك بعده وخصامه لك، لكن إذا تفهمتِ أن الرجل عندما يواجه مشكلة يميل للانعزال والتفكير بهدوء في حلها، ستعذرينه وتدركين أنه لا يقصد إهانتك، وقد تشعرين بتألمه، أما أنت فترغبين في فتح الحوار والحديث عن المشكلة لأنها طبيعة المرأة، ولتعلمي سيدتي أن الرجل يعطي كل ما لديه عندما يشعر باحتياجك له، لذلك عبري له عن حبك وتقديرك وتقبلك له، ولا تعتقدي أن البدء فيه هدرٌ لكرامتك.

تخيرا الوقت المناسب لحوار هادئ تؤسسان فيه لحياة جديدة سعيدة، ولا داعي للعتاب فإنه يشعل الخلافات من جديد، استمتعا بحياتكما بكل الطرق، ولتلحقا بقطار السعادة قبل أن يفوتكما.
الجريدة الرسمية