رئيس التحرير
عصام كامل

سحابة وتعدي



متفردون ولا مثيل لنا، فالعيد فى بلادنا يأتى فجأة وشهر رمضان المبارك يباغتنا على فجأة والطرف الثالث ظل لعامين متتاليين يأتينا فجأة وسفاح المعادي ظل يراودنا لأشهر معدودات على فجأة، وأخيرًا تأتينا السحابة السوداء على حين غرة .. هكذا أعلن السيد وزير البيئة خطته الحكومية لمواجهة السحابة السوداء وقالت الصحف إن الوزارة تستعين بالأقمار الصناعية والإنذار المبكر وكافة ألوان التكنولوجيا، وليس بعيدًا أن تستخدم الفيسبوك على اعتبار أنه أصبح محشور الأنف في كل شاردة أو واردة.

ربما تطالعنا الأقمار الصناعية بما لا نعلم، فالأقمار والإنذار المبكر وكافة الأدوات التكنولوجية ستقدم لنا ما نجهل وقد تكون هناك مفاجأة من العيار الثقيل، وقد لا يكون حرق قش الأرز هو السبب فمن يدرى ؟ .. قد يكون التدخين المكثف للمصريين عقب عيد الأضحى المبارك الذى يأكل معه الأخضر والأحمر فيما يسمى "عيد اللحمة" والإنفاق ببذخ على الخروف ولزومه وقد يكون السبب تزايد محلات تعطى الشيشة وربما كان هناك ما هو أكثر وأخطر، وأن تنبئنا الأقمار الاصطناعية أن داعش وراء القضية المحورية وربما نلجأ الى تحالف دولى لمواجهة السحابة السوداء.

لن يقول لنا القمر الصناعي إن الفلاحين البسطاء وعدتهم الدولة الأكثر بساطة أكثر من ألف مرة أنها ستشترى قش الأرز ولم تفعل، وإن الفلاح البسيط لا يملك سوى بيت صغير فى عصر التضييق من أجل محاصرة انفراد الزوج لزوجته حتى لا ينجبا كثيرا .. ضاقت البيوت ولم يعد هناك ما يسمى بالسطح الذي كان يحمل جزءًا من تلك المشكلة .. كان السطح مخزن الحطب وقش الذرة وقش الأرز، ولم يعد كذلك حيث لم يعد هناك سطح.

ولن تخبرنا الأقمار الصناعية أن الفلاح البسيط لن يحاصر نفسه وبيته ويخسر جزءًا من أرضه ليستعمله كمخزن للقش، وأنه سيلجأ لا محالة إلى حرق القش. وبدلا من الأقمار الاصطناعية والإنذار المبكر فإننا نحيطكم علمًا، أيها السادة الحكام، أن هذا هو موعدنا كل عام مع السحابة السوداء، وأننا سنلتقيها العام القادم وبعد القادم مادمنا وعدنا ولم نفِ بوعودنا بعيدًا عن التكنولوجيا الحديثة فإنني أوقن وغيرى على نفس اليقين، أن المشكلة أبسط من إعلان خطة مواجهة وتشغيل أقمار وأجهزة إنذار ودبابات وصواريخ ومدمرات.. الأمر كله يمكن اختزاله فيما تعد به حكومة الوعد المنقوص.
الجريدة الرسمية