الأزمة السورية وعملية السلام والنووي الإيراني جوهر محادثات كيري فى زيارته لفرنسا
يصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى العاصمة الفرنسية باريس غدا -الأربعاء- في زيارة رسمية هى الأولى بعد توليه حقيبة الخارجية في الإدارة الأمريكية الجديدة خلفا لهيلاري كلينتون.
ويستقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند صباح غد بقصر الإليزيه رئيس الدبلوماسية الأمريكية الذي يقوم حاليا بجولة ماراثونية في أوروبا والشرق الأوسط.
كما يعقد كيرى أيضا جلسة محادثات مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس بمقر الخارجية الفرنسية قبل أن يعقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا.
ومن المتوقع أن ترتكز المباحثات الفرنسية-الأمريكية على الملفات والقضايا الدولية الشائكة والساخنة لاسيما الأزمة السورية التي تدخل بعد أيام قليلة في عامها الثالث بخلاف الملف النووي الإيراني المثير للجدل والحرب الحالية في مالي على ضوء التدخل العسكري الفرنسي الذي بدأ في منتصف الشهر الماضي.
كما يتطرق الجانبان كذلك - بحسب مصادر دبلوماسية فرنسية - إلى عملية السلام في الشرق الأوسط المتجمدة منذ أعوام وسبل استئناف المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية بالاضافة إلى تعزيز علاقات التعاون بين باريس وواشنطن في المجالات كافة لاسيما السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتجارية.
وتأتي المواقف الفرنسية والأمريكية بالنسبة للقضايا الأكثر إلحاحا على الساحة الدولية والإقليمية متوافقة لاسيما فيما يتعلق بالأزمة السورية حيث أكد مؤخرا وزيرا الخارجية فابيوس وكيري - خلال اتصال هاتفي- أهمية تحقيق الانتقال السياسي في سوريا والذي يتضمن رحيل (الرئيس السوري) بشار الأسد.
وفى ملف الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي كما في الأزمة السورية..هناك أيضا شبه تطابق في وجهات نظر باريس وواشنطن إذ أكدا على ضرورة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط المتجمدة .. كما هو الحال بالنسبة للأزمة في مالي حيث تقود فرنسا العمليات العسكرية وتحظر بدعم من جانب الولايات المتحدة "لمكافحة الجماعات الإرهابية والعمل على استعادة وحدة أراضي مالي".
أما بالنسبة للملف النووي الإيراني..ففرنسا وأمريكا تؤكدان تطابق موفقهما إزاء الأزمة الإيرانية والتي كانت في قلب المحادثات التي أجراها نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في مطلع الشهر الحالي بباريس حيث اجتمع بالرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ووزير خارجيته وعدد من المسئولين البارزين.
وجدد بايدن حينها عرض بلاده إجراء محادثات مع طهران حول برنامجها النووي كما دار الحديث عن إمكانية إجراء الولايات المتحدة وإيران اتصالات بشأن قضايا محددة ولكن مسؤولين فرنسيين قالوا إن هذا قرار أمريكي سيادي ولكن أي محادثات مع إيران تحكمها مواقف متفق عليها بين باريس وواشنطن وآخرين.
وترتبط فرنسا بعلاقات تعاون وثيقة مع الولايات المتحدة على الأصعدة السياسية والاقتصادية إلا أن العلاقات الفرنسية الأمريكية شهدت فترات من التقلب خلال السنوات العشر الأخيرة وخصوصا إبان الغزو الأمريكي للعراق في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك.
وبعد خروج ساركوزي من الإليزيه كثرت التكهنات عما إذا كانت العلاقات الطيبة التي طبعت مرحلة رئاسته مع واشنطن سوف تستمر على نفس المنوال في عهد خلفه أولاند إلا أن الأخير قام بزيارة واشنطن بعد أشهر قليلة من توليه مقاليد الحكم في البلاد.
وبحسب الأرقام الرسمية الفرنسية فإن الولايات المتحدة تعد هى الوجهة الأولى للاستثمارات الفرنسية في الخارج..كما تعتبر فرنسا هى سابع أكبر مستثمر أجنبي في سوق الأسهم في الولايات المتحدة حيث بلغت حصتها فى عام 2011 ما يقرب من 165 مليار دولار أو 2ر7% من الاستثمار الأجنبي.
وتتركز الاستثمارات الفرنسية فى الولايات المتحدة فى القطاع الصناعى (46%)، في مجال الخدمات المالية (17%) وفي قطاع المعلومات (8ر9%).