رئيس التحرير
عصام كامل

إلى متى يدفع رجال الشرطة ثمن جرائم الإخوان؟


قال لى ضابط شاب بأسى: نحن ندفع ثمن معركة لا ناقة لنا فيها ولاجمل، وكان يقصد أن سياسات التنظيم السرى للإخوان هى التى تؤدى إلى ما يحدث من مواجهات دموية فى الشارع، ومن ثم فالحل ليس أمنياً ولكن لابد من حل سياسى.

هذا بالطبع صحيح، فالتظاهرات والاعتصامات والعصيان المدنى وغيرها من الاحتجاجات سببها أن التنظيم السرى للإخوان لا يريد أى توافق وطنى حقيقى، فقادته يصرون على أن يسيطروا ومعهم حلفاؤهم بالكامل على الدولة المصرية بكل مؤسساتها ودستورها وقوانينها .. إلخ. ويؤمنون بأن ما تفعله القوى المعارضة سيبرد بمرور الوقت وسوف يستسلمون، وسيأتى الوقت عاجلاً أو آجلاً الذى يستطيعون فيه سجن واعتقال من يريدون. ومن لا يطاله هذا أو ذاك تتولاه الاغتيالات.
فهم يخوضون معركة إلهية وليس معركة سياسية، يمكن فيها الأخذ والرد والتراجع وتقديم التنازلات، وهذا يفسر أنهم أسوأ من نظام مبارك فى كل المجالات وعلى رأسها أداء جهاز الشرطة.
إذن التنظيم السرى للإخوان لن يلجأ إلى الحل السياسى، ولن يقدم تنازلات لخصومه السياسيين وسوف يأخذ الشوط حتى نهايته، ومن ثم فسوف يسعى بكل قواه لأن يدفع رجال الشرطة لمواجهة أكبر وأكبر وسوف تزيد وتتسع بمرور الوقت، وسوف يغذى لدى رجال الشرطة "نعرة" أنهم أسياد البلد، كما قال وزير العدل للزميلة لميس الحديدى فى برنامجها «هنا العاصمة»، وسوف يشحنهم قيادات الإخوان بضرورة أن يدافعوا عن أنفسهم ولذلك صرفوا لأمناء الشرطة 50 ألف طبنجة، بالإضافة إلى التسليح بالخرطوش والغازات وغيرها.
وربما يصل التنظيم السرى للإخوان الى أن يمارس بيديه اغتيالات وإصابات لرجال الشرطة حتى يدفعهم دفعاً إلى مزيد من المواجهات الدموية، هذا بالإضافة إلى الذين سوف يسقطون فعلاً نتيجة المواجهات مع المحتجين، فلن يظلوا إلى الأبد يتلقون الضربة على الخد الأيسر ليعطوا القتلة الخد الأيمن.
هذا لا يعنى بالطبع أن كل رجال الشرطة أبرياء من القتل والسحل والتعذيب، ولكنى أحدثكم عن القاعدة الأكبر، ومن يخطئ منها لابد من عقابه عاجلاً أو آجلاً. أحدثكم عن جهاز مدنى لابد أن نسعى لاستعادته حتى يكون فى خدمة الشعب.
المؤكد أن كراهية المصريين سوف تزداد لرجال الشرطة، وستكون أشد مما كانت عليه قبل الثورة. وسوف يضيع الجهد القليل الذى تم بذله لتحسين صورتهم. وسوقف يسقط منهم دماء.
فإلى متى سيدفع رجال الشرطة ثمن جرائم التنظيم السرى للإخوان؟

الجريدة الرسمية