«حجة» محلب !!

كان يمكن لرئيس الوزراء أن يجنب نفسه ويجنبنا من الجدل الكبير الذي دار حول «حجته».. لو أنه تحمل وبقى يومًا أو أكثر بعد الانتهاء من الوقوف بعرفة..ولكنه استعجل - وما كان يجب أن يستعجل في الحج - للعودة إلى القاهرة للحاق بصلاة عيد الأضحى بجانب الرئيس السيسي، وهو ما أثار علامات استفهام كثيرة !!

ولا أظن أبدًا أن هناك ظروفًا قاهرة.. أو أسبابًا عاجلة تطلبت عودة محلب ليكون بجانب الرئيس دون أن ينتهي من أداء مناسك الحج كاملة! ولا أظن أيضا أن أحدًا طلب منه ذلك.. بل على العكس كان السيسي سيكون سعيدًا لو أن محلب استكمل «حجته».

المدهش أن اختصار «حجة» محلب خلق جدلا واسعًا بين الفقهاء أنفسهم.. فمنهم من قال إن حجته «صحيحة».. والبعض الآخر قال إن حجته «منقوصة». وهو ما أدى بدار الإفتاء أن تصدر بيانًا بهذا الشأن أكدت فيه أن للحج ركنين هما الوقوف بعرفة.. وطواف الإفاضة، وأنه يجوز إيقاع الطواف بعد رمي جمرة العقبة الكبرى أو قبله ويكون الحج بعدها صحيحًا «وهو ما فعله محلب». مشددة على أنه يجوز للحاج أن يوكل من يقوم برمي الجمرات عنه إذا كانت هناك ضرورة تستدعي ذلك وعليه في هذه الحالة ذبح هدي.

ويبقى السؤال الكبير الذي لم يجب عليه البيان أو جهة.. ما هي الضرورة التي استدعت محلب لقطع مناسك الحج والعودة إلى القاهرة للصلاة مع رئيس الجمهورية وأي مشروع يقر ذلك ؟!

ولماذا لم يفعل مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام - الذي يعود اليوم قادمًا من جدة بعد انتهائه من أداء مناسك الحج كاملة - ما فعله رئيس الوزراء وعاد هو الآخر ليكون بجانب الرئيس في صلاة العيد إذا كان ذلك جائزًا ؟! وإذا كان تصرف رئيس الوزراء بحسن نية.. فإنه أيضا غير موفق وما كان يجب أن يحدث من الأساس..وأرجو ألا يتكرر مع آخرين..