أجمل يوم
كان أجمل يوم... يوم ما اشتكوا لأمريكا، ١٠ أكتوبر ١٩٧٣..كنت أدرس الدكتوراه في جامعة بوسطن الولايات المتحدة. رجعت من المعمل بعدما تركت العينة في الفرن وكنت في نفس الوقت أعمل مهندسًا إنشائيًا حرًا حين التحقت بالجامعة وتركت وظيفتي كمهندس تخطيط طرق سريعة وتصميم كبارٍ لكي يكون عندي وقت للجامعة..
طبعا كنت أعرف أن الحرب اندلعت وسمعت من بعض محطات الإذاعة الأمريكية أنه تم تحييد الطيران المصري ولم أصدق وتوقعت خيرًا من سماع هذا الخبر وقد كان..وجلست أمام التلفاز المتواضع الأبيض والأسود وكان الملون يملأ الدنيا في بلاد العم سام وأشد أنفاس الغليون وظهر أكبر معلق وأشهر مذيع ليعلن أن الإسرائيليين يهربون في فزع أمام المصريين..وأعلن مراسله في القاهرة أن كثافة مرور الدبابات والمدرعات على الكباري ناحية شرق القناة أشد وطئًا من شارع ٤٢ في مدينة نيويورك، بعدما فشل جيش إسرائيل في تحطيم رءوس كباري الجيش المصري على قناة السويس، وانتابني شعور فرح لم يحدث لي أبدًا، وكنت قد بكيت مرتين قبل هذا.. يوم وفاة عبد الناصر لأني شعرت مثل نجيب محفوظ في ميرامار.. ويوم انفصال بنجلاديش..لضرب المسلمين في مقتل.
المهم.. ظهر قائد مصري يشار إليه بالبنان، الشاذلي..لأني قد سئمت الأعور ديان الذي كان البطل المغوار لحرب ستة الأيام وكان النجم الساطع في فضائيات أمريكا، ويجدر بي أن أشير إلى أن الأمريكان يحبون المنتصر winner ولا يلقون بالًا بالمهزوم loser، وتواقون للنجم الساطع ويصنعونه كما أنهم يحبون الاختصار في كل شيء، وأسهل طريقة لهم أن تجعلهم يتحدثون عن موضوع واحد مختصر an issue وأقول هذا للخبراء.
وهنا أقترح أن نحول مشكلة المسجد الأقصى إلى issue أمريكي نحصل على تأييد الرأي العام يضغط على الحكومة والكونجرس والأمر سهل نقنع الأمريكي أننا نريد مسجدنا لنصلي فيه وهذا اقتراح لمن يريد أن يفعل شيئًا لاسترداد الأقصى الذي بارك الله حوله. وإذا كنا قد أنجزنا في أكتوبر فلماذا لا ننجز في نوفمبر. أريد أن أفرح مرة أخرى وهذا ليس كثيرًا بعد أربعين سنة!