رئيس التحرير
عصام كامل

إرهابي وإخواني لحين إشعار آخر !


منذ شهور طويلة، كتبت في هذا المكان أن الوحيد، الذي أصدق أنه تراجع فعليًا عن الفكر الإرهابى، هو ثروت الخرباوى، وكتبت أيضا "أتمنى أن أصدق الإرهابى القديم ناجح إبراهيم الذي قاد مجزرة مقتل أكثر من مائة ضابط وجندى من الشرطة المصرية"، وذلك في مذبحة أسيوط، بل وقام السيد ناجح بالتمثيل بجثث البعض من الشهداء منهم مقدم مسيحى، وكتبت أننى أعتبر كمال الهلباوى لسان حال الإخوان، فهو دائمًا يردد أن حسن البنا أستاذه وإمامه، وأن خلافه فقط مع الإخوان ينحصر في أخطاء قياداته الحالية.


وللأسف لم يخب ظنى، عندما سأل أحد مقدمى البرامج السيد ناجح إبراهيم عن جماعة حلوان الإرهابية فإذا بالسيد الإرهابى القديم يرد: لابد من دراسة الأسباب التي دفعت هؤلاء لهذا!. هذا تعليقه على ناس رفعوا السلاح في وجه الدولة، هذا جعلنى أعود لرسالة الأخ ناجح إبراهيم في كتابه "القابضين على الجمر" الذي أرسله إلى أهل ديروط في عام 1992، السيد ناجح يعتبر نفسه والإرهابيين من مدرسة البلاء التي تخرج فيها بنجاح ساحق "عمار بن ياسر وبلال وسلمان وخباب وخبيب" من الصحابة، و"سعيد بن المسيب ومالك وابن حنبل"، الغريب أنه ينسب نفسه لمدرسة هؤلاء العظام..

بل ويضم لهم الإرهابيين "عبد القادر عودة وسيد قطب والقاتل خالد الإسلامبولى"...! السؤال: من في هؤلاء حمل السلاح في وجه دولته ؟ من منهم قتل واختبأ ليدمر ويحطم ويمثل بأبناء وطنه مثلما فعل ناجح إبراهيم ؟! يرى ناجح في كتابه أنه مجتمع ظالم وأنه وجماعته الإرهابية من مدرسة البلاء التي تضم الرسل والأنبياء..!

الذي أزعجنى منذ فترة خبر يؤكد أن الدولة تستعين بالسيد ناجح إبراهيم في لقاءات مع الشباب.. كيف ؟ هل سيقول لهم إنه قاد جماعته وقتل أكثر من مائة من ضباط وجنود الشرطة 1981، وإنه قام بالتمثيل ببعضها؟!! هل سيعترف بأن الدولة التي حاربها وحاول هدمها وتدمير اقتصادها وزرع الفزع في قلوب شعبها دولة مسلمة وأنه أجرم في حق الشعب والدولة وحق الله سبحانه وتعالى؟ وهو دائما يردد أهمية خيار الإمام الحسن الذي رفض الحرب وتنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبى سفيان..أين هذا الخيار عندما رفع السلاح وقتل ودمر أكثر من 20 عاما؟ أين كان خيار الإمام الحسن بن على!

أما الدكتور كمال الهلباوى، الذي تعتبره صوتا عاقلا وأنه ترك الإخوان، نعم هو ترك التنظيم ولكنه مطلقا لم يفارق الفكر الإخوانى، وفضح نفسه كثيرا عندما يؤكد أستاذية زعيمهم الذي علمهم السحر حسن البنا، بل جاءت دموعه على الهواء أثناء تعليقه على طرد بعض الإخوان المجرمين من قطر لتؤكد أنه لا يزال الإخواني الأمين لفكر أستاذه حسن البنا..

لم يعد هناك مساحة عندنا لهؤلاء الذين يصدعوننا بكلام هو أقرب إلى مبدأ "التقية" التي يراها الإخوان واجبة حتى يخدعوا المجتمع، هذا يختلف تمامًا مع ثروت الخرباوى الذي أزاح الستار وهتك ستر الكهنوت الإخوانى..!

أخيرا، هل فعلًا الهلباوى يمارس إخوانيته سرًا، وهل ناجح إبراهيم تخلى عن إرهابه وتاب عن قتله أكثر من مائة ضابط وجندى من الشرطة؟!

الجريدة الرسمية