رئيس التحرير
عصام كامل

بعد سقوط صنعاء.. «الحوثيون» يسعون إلى احتلال مضيق «باب المندب».. جماعة «أنصار الله» تهدف للسيطرة على حقول البترول ومحطات الكهرباء.. وكريم الحوثي يدير مؤسسة القضاء الموازي

فيتو

بعد تعزيز سيطرتهم على صنعاء، يسعى المتمردون الشيعة من جماعة «أنصار الله» إلى مد نفوذهم إلى مضيق باب المندب الإستراتيجي غربًا وحقول النفط شرقًا.


ومنذ دخولهم إلى صنعاء بدون مقاومة، حيث سيطروا على المباني العامة والعسكرية الرئيسية، حل المتمردون المسلحون محل الشرطة، وقاموا بفرض القانون في المدينة، بحسب السكان.

«نقاط مراقبة بالشوارع»
ويقيم المسلحون نقاط مراقبة في الشوارع الرئيسة للعاصمة، فيما يقوم آخرون بدوريات في عربات تعلوها رشاشات ثقيلة، ولا يزال اتفاق السلام الموقع في 21 سبتمبر تحت رعاية الأمم المتحدة، ويقضي بتعيين رئيس وزراء جديد، وانسحاب المسلحين من العاصمة حبرا على ورق.

في المقابل، يريد المتمرودن الحوثيين، الذين يتحركون تحت مسمى "اللجان الشعبية"، أن يكون لهم الحق في مراقبة مالية البلاد، ويقومون بمراقبة وتفتيش كبار موظفي وزارة المالية والبنك المركزي، كما أوضح موظفون.

كما أقام المتمردون قضاءً موازيًا، حيث فتحوا أخيرًا في أحد أحياء غرب صنعاء "مكتب شكاوى" على شكل محكمة دينية يتولى الإشراف عليها كريم أمير الدين بدر الدين الحوثي، أحد أبناء أخوة زعيم التمرد عبد الملك الحوثي، كما ذكر مسئول محلي.

وقبل هجومهم على صنعاء، كان المتمرودن الحوثيون يتمركزون في صعدة، معقلهم في شمال اليمن، الذي يشكل اليزيديون الشيعة غالبية سكانه، إلا أنهم وضعوا أخيرا نصب أعينهم هدف السيطرة على ميناء الحديدة على البحر الأحمر، حيث فتحوا في الأسبوع الماضي مقرا لهم.

وقال مسئول عسكري قريب من «أنصار الله» لوكالة «فرانس برس» إن "الحديدة مرحلة أولى في طريق توسيع وجودهم عبر اللجان الشعبية على طول الشريط الساحلي وحتى باب المندب" على مدخل البحر الأحمر وخليج عدن.

وقال مصدر عسكري آخر إن "الحوثيين لديهم بالفعل بضعة آلاف من الرجال المسلحين في الحديدة، ويطمحون للسيطرة على مضيق باب المندب، إضافة إلى منطقتي دهوباب والمخا الساحليتين، اللتين تجري عبرهما كل عمليات التهريب، ومن بينها تهريب الأسلحة".

على صعيد آخر، يسعى الحوثيون إلى التقدم باتجاه محافظة مأرب في الشرق "آملين في التمكن بمساعدة القبائل الحليفة لهم من السيطرة على حقول النفط والغاز وأيضا على محطة الكهرباء الرئيسة التي تغذي العاصمة" كما صرح مصدر قريب من حركة التمرد.

وأوضح زعيم قبلي أن "هذا المشروع يواجه بمقاومة من قبائل مأرب المعادية للحوثيين مثل قبيلتي عبيدة ومراد، اللتين حشدتا رجالهما"، مذكرا بأن قبيلتي "عبيدة ومراد انضمتا إلى قبائل الجوف «شمال مأرب» في المعارك ضد الحوثيين قبل ثلاثة أشهر".

«مواجهة القاعدة»
واعتبرت الأوساط السياسية في صنعاء أن تقدم المتمردين الحوثيين في مأرب سيثير مواجهات مع القاعدة، الناشطة في المنطقة وفي باقي محافظات جنوب وجنوب شرق اليمن.

وفي رسالة تهنئة بمناسبة عيد الأضحى، أشار زعيم أنصار الله ضمنيًا إلى هذا الخطر منددا بـ"مؤامرات تحاك ضد بعض المحافظات، ومن بينها حضرموت" المعقل الرئيس للقاعدة.

في الوقت نفسه، فإن المتمردين يستغلون جمود العملية السياسية للتسلل إلى صفوف الجيش والشرطة، وقال مسئول في أجهزة الأمن إن "الحوثيين يتفاوضون على ضم نحو 20 ألفا من مقاتليهم إلى الجيش وقوات الأمن وأجهزة المخابرات".
الجريدة الرسمية