رئيس التحرير
عصام كامل

أخطاء أفلام حرب أكتوبر نقطة سوداء في تاريح السينما.. تناول الشاي وشرب الشيشة في نهار رمضان بـ«الرصاصة لا تزال في جيبي».. و«الحلفاوي» يعمل على توسيع فتحة اللغم في سيارة متفجرات بـ&#

فليم الرصاصة لا تزال
فليم الرصاصة لا تزال في جيبي

لا أحد ينكر أن انتصار القوات المصرية على العدو الصهيوني في حرب أكتوبر المجيدة، من أعظم الإنجازات العسكرية التي شهدتها مصر والوطن العربي بأكمله.


«الطريق إلى إيلات»
وعلى الرغم من ذلك، إلا أن مصر، التي تتصدر قائمة أهم دول الشرق الأوسط في الإنتاج السينمائي لم تستطع أن تؤرشف هذا الحدث العظيم بأعمال سينمائية على نفس مستوى الإنجاز، حيث جاءت أغلب الأفلام التي أنتجت عن هذا الحدث العظيم مشوهة بأخطاء لا تغتفر من صغير أو كبير، فلا يخفى على أحد مشهد تجمع المصريين في فيلم «الرصاصة لا تزال في جيبي» بأحد المقاهي يوم 6 أكتوبر عام 1973، حيث يظهر في الكادر «المعلم»، صاحب المقهى، وحوله عدد من أولاد البلد يشربون الشاي ويدخنون الشيشة «في شهر رمضان»، وهم يستمعون إلى الراديو بإنصات شديد.

وبعد أن يقول المذيع: «نجحت قواتنا في عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف»، يحتضن الجالسين على المقهى بعضهم وتتعالى صيحات «الله أكبر»، بينما تعلو الابتسامة وجه «المعلم» صاحب المقهى ويصرخ في الصبي الذي يعمل معه «مشاريب الرجالة كلها على حسابي».

ربما يكون هذا هو المشهد الشهير في أحد الأفلام التي تناولت حرب أكتوبر، لكنه يكشف عن إغفال صناع تلك الأفلام بأن حرب السادس من أكتوبر توافق يوم 10 رمضان، وأن المصريين كانوا صائمين وحتى المفطرين ما كانوا يستطيعون المجاهرة بإفطارهم.

وبعيدا عن فكرة قيام حرب أكتوبر في شهر رمضان، هناك العديد من الأخطاء التي أصابت الأفلام التي أنتجت عن هذا الحدث الكبير من أهم هذه الأخطاء هي ضعف السيناريو والتكنيك، والتركيز على أحداث بعيدة كل البعد عن الحدث الرئيسي للفيلم وهو انتصار أكتوبر، فكان فيلم «الرصاصة لا تزال في جيبي» للفنان محمود ياسين ونجوى إبراهيم من الأفلام التي تحدثت عن صراع محمود ياسين مع يوسف شعبان على الفوز بنجوى إبراهيم والزواج منها، حيث كان هذا هو المحور الأساسي للأحداث، حتى أن هذا الجندي المتواجد دائما في بؤرة الأحداث والحرب يشغل تفكيره بحب تلك الفتاة التي تربى معها منذ صغره.

«الطريق إلى إيلات»
أما فيلم «الطريق إلى إيلات» فكان به بعض المشاهد «الساذجة» أهمها قيام الفنان نبيل الحلفاوي بتوسيع «فتحة اللغم»، داخل السيارة التي كان بها عدد من الألغام الأخرى، وإذا نظر إليها أي شخص نظرة منطقية، فيكتشف أنه لا يصح أن يقوم أي رجل عسكري بهذه المهمة وبجواره كل هذه المتفجرات، حتى إذا انفجر اللغم الذي بيده يستطيع زملاؤه استخدام الألغام الأخرى، وكان من الأفضل أن يقوم بهذه المهمة في منطقة بعيدة عن السيارة التي تحوي المتفجرات وليكن خلف الجبل.

يأتي ذلك بالإضافة إلى شكل اللغم نفسه الذي شبهه الكثير من المشاهدين بـ«العسلية» أو «صباع الطباشير»، وهذا يدل على ركاكة الإنتاج وعدم الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة داخل فيلم يتحدث عن انتصار عظيم.

الجريدة الرسمية