رئيس التحرير
عصام كامل

"السفير محمد صبيح" في الذكرى الـ41 لنصر أكتوبر: الحرب كانت معجزة سطرها المصريون.. نحن بحاجة لعبور جديد.. ننتظر من الشعب المصري الكثير.. و"الأمة العربية" إذا اتحدت ستغير السياسات الدولية

حرب السادس من أكتوبر
حرب السادس من أكتوبر

أكد السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، أن الوطن العربي في الذكرى الـ٤١ لانتصارات حرب أكتوبر، بحاجة لعبور من نوع جديد، يقضي على حالة الانهزامية والإنكسار الذي تعاني منه كثير من دول المنطقة.


لقاء القادة

وقال صبيح في تصريحات للصحفيين في ذكرى احتفالات نصر أكتوبر: "أنا كمواطن عربي وفلسطيني عاش حرب أكتوبر بدقائقها، وقبل ذلك بتحضيراتها، وشرفت بأنني صحبت الرئيس ياسر عرفات لدى قدومه إلى مصر عشرات المرات ولقائه بالقيادات المصرية، ويمكن الرئيس ياسر عرفات كان غير المصري الوحيد الذي دخل لزيارة الجيش الثالث المصري المحاصر، والذي كان يستطيع وقف الحصار بسهولة لولا أن وقف إطلاق النار جاء قبل ذلك".

وأشار إلى أن حرب أكتوبر كانت إحدي المعجزات العربية، وإحدي المعجزات التي دوما تنطلق من مصر، مضيفا:" يكفي القول بأن المعجزة كانت في الشعب المصري، كنا في تنسيق مع القاهرة، وكنا نرى ونتابع كيف عاش الشعب المصري ظروفا اقتصادية للغاية، ولم يتذمر ولم يشكو ووقف في طوابيره ليأخذ القليل القليل دون شكوى ودون اعتراض، ودون مشاكل أو ذهاب للأقسام أو غيرها".

نموذج للصمود

ولفت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة إلى أن الشعب المصري أعطى نموذجًا غير عادي للصمود، وتقبل أنه شعب سيقاتل من أجل حقوقه ومن أجل دحر الاحتلال عن أرضه.

وأوضح أن الجيل المصري الشاب - وقتها- الذي كان ينتمي إليه، هو الذي صنع المعجزات، قائلًا:" تخرج الطلاب من الجامعات ليبقوا في الخنادق سبع سنوات، إلى أن قاتلوا وانتصروا في الحرب على الجبهة المصرية وبالتعاون مع الجبهة السورية".

جبهة منسية

وأكد أنه كان هناك "جبهة منسية" في هذا الحرب، وهي الجبهة الفلسطينية، التي قاتلت في داخل الأرض المحتلة، وفي الحدود اللبنانية الإسرائيلية، والسورية الإسرائيلية، وكانت هناك وحدة فلسطينية مقاتلة على جبهة قناة السويس، مضيفًا:" وشهداؤها  مازالوا في الأرض المصرية".

التعاون العربى

وتابع: "أقول هذا الكلام لأن هذا التعاون العربي لابد من استرجاعه، ليس فقط على المستوى العسكري ولكن أيضًا على المستوى العسكري والاقتصادي، فالحرب أظهرت حالة التعاون المنقطع النظير بين الدول العربية خاصة على المستوى الاقتصادي، فقد كان هناك موقف عربي غاية في الروعة ويدلل على أن هذه الأمة التي تعتز بكرامتها واستقلالها ووحده أراضيها، وأن تكون ندا لأي طرف، قامت بتقديم دعم مباشر للجبهتين المصرية والسورية بكثير من الإمكانيات".

منظومة عربية متكاملة

وأكد أن ما فعله الرئيس "هواري بومدين" رئيس الجزائر آنذاك، وما قدمته الدول العربية بلا استثناء، كان أهمها الحظر البترولي على الدول المعتدية، أمر له شأن كبير وبالتالي، كانت هناك منظومة عربية متكاملة في أكتوبر، عسكرية، وسياسية، واقتصادية، وموقف اجتماعي رائع الشعب المصري، هو الذي يبني الأمن القومي العربي، قائلًا: "نحن الآن ننتظر منه الكثير".

تغيير السياسات الدولية

ولفت إلى أنه بعد مرور 41 عاما على النصر، فإن الأمة إذا وقفت كما وقفت في عام ٧٣، في موقع بارز تحت الشمس، ولها قول وفعل في السياسات الدولية.

عبور جديد

وأضاف في نهاية تصريحاته: "أعتقد أننا الآن بحاجة ماسة إلى عبور جديد، وأننا الآن لابد أن نعيد دراسة كل أوراقها وطريقة حياتنا على الأرض العربية، فما كان بالأمس لا يصلح للغد، في الاقتصاد والسياسة والتعليم، واستعمال المنتج العربي وإلا نكون عالة على الآخرين في غدائنا، وحياتنا وتعليمنا، وصحتنا، آن الأوان لأن ندرس كل شيء ونبحث عن انطلاقه جديدة ونحن في الذكرى الـ٤١ التي وقف فيها العرب موقفا مشهودا يحفظه التاريخ إلى الأبد".


الجريدة الرسمية