رئيس التحرير
عصام كامل

مرسي والبورصة وصراع النفس الأخير


على الرغم من اقتراب انتهاء الستة أشهر الأولى من حكم الدكتور محمد مرسى فى رئاسة مصر، إلا أن مستثمري البورصة المصرية لم يتغير حالهم سواء قبل أو بعد انتخابه، وبات نجاح المرحلة الثانية للاستفتاء على الدستور بعد غد السبت بمثابة النفس الأخير لمستثمري البورصة في صراعهم مع الخسائر بعد ضياع أموالهم بسبب قرارات وتصريحات مرسى والوضع الاقتصادى المتأزم منذ الثورة.

وبقراءة سريعة للخمسة أشهر الأولى لحكم مرسى، فكان قراره بعودة مجلس الشعب المنحل بعد أسبوع من توليه المسئولية بمثابة الصدمة الأولى لمستثمرى البورصة، كما كان بمثابة الضوء الأخضر لانهيار السوق، وفقدت خلالها البورصة نحو 13 مليار جنيه فى جلسة واحدة، فضلًا عن المخاوف التى انتابت المستثمرين من عدم احترام الرئيس المنتخب للقانون.
وأعادت قرارات مرسى بإقالة كل من المشير والفريق سامي عنان وكذلك استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن إقراض الحكومة المصرية مبلغ 4.8 مليار دولار وكذلك زياراته الخارجيةأعادت الثقة مرة أخرى للمستثمرين، وقادت مؤشرات البورصة للصعود مرة أخرى وحققت ارتفاعات قياسية، لتنتهى المائة يوم الأولى للرئيس بارتفاع في رأسمالها السوقي بلغ 74.5 مليار جنيه.
ولكن وكعادتها تأتى الرياح دائما بما لا تشتهى السفن، فجاءت تصريحات مرسى فى الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر بقيام الحكومة بمراجعة الاتفاقيات التى سبق إبرامها مع القطاع الخاص إبان النظام السابق فى زعزعة استقرار البورصة، وفشلت تأكيدات الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء حول احترام الدولة لتعاقداتها فى طمأنة المستثمرين مرة أخرى لتنهى البورصة شهر أكتوبر بخسارة في رأسمالها بنحو14.7 مليار جنيه.
وصارعت البورصة مرة أخرى من أجل الصعود إلا أن القدر لعب هو الآخر دورًا فى هبوطها عقب العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة وهوت مؤشراتها مرة أخرى باندلاع الاشتباكات في القطاع، وما إن نجح الرئيس المصرى فى التهدئة بين الجانبين حتى وقع حادث أسيوط الأليم وهو ما قاد السوق لتراجع كبير، وهوى المؤشر الرئيسى للبورصة دون مستوى 5500 نقطة.
مرة أخرى يظهر الرئيس مرسى وبقوة على الساحة وجاء إعلانه الدستورى الصادر فى 22 نوفمبر الماضى بمثابة "القشة التى قسمت ظهر البعير"، ولتنهى بذلك البورصة شهر نوفمبر بخسارة بلغت 54.4 مليار جنيه، ولتفقد بذلك تصنيفها كأكبر بورصات العالم ارتفاعًا خلال العام، ووضعت مستثمرى البورصة فى وضع لا يحسدون عليه بعدما فقدوا أموالهم.
وبعد أحداث دامية فى محيط قصر الاتحادية تراجع مرسى عن إعلانه الدستورى، ومع الانتهاء من المرحلة الأولى للاستفتاء على الدستور أخذت البورصة المصرية مرة أخرى فى الارتفاع، ولكن.. ترى ماذا تحمل الأيام لمستثمرى البورصة؟ الإجابة طبعا لا أحد يتوقعها وتبقى الإجابة عالقة فى انتظار نتائج الاستفتاء.
الجريدة الرسمية