تكرار الحج !

لدى قناعة تامة بأن الحج فريضة من الله على المستطيع من عباده.. وليست العبرة بتوفر الزاد والراحلة أو ما يعادلهما هذه الأيام من تأشيرات وتذاكر سفر بالجو أو البحر أو البر وخلافه..

لكن العبرة أن تكون من حر مال العبد ومن حلال لا تمسه أي شبهة من قريب أو بعيد.. والسؤال: ترى كم عدد الذين يؤدون الحج – وهم قادرون- على نفقة غيرهم أيا كان هذا الغير، وهل من لايملك مالا يكفى لحجه ويغنى من يعولهم عن السؤال بعد سفره..هل هو يحاسب على فوات الحج أو عدم أدائه.. وماذا يقول هؤلاء في قول ربنا " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها"..

وكم عدد من يكررون الحج والعمرة في كل عام، ألا يتذكرون قول الرسول الكريم حين قال ردا على من سأله الحج: أفى كل عام يا رسول الله،  فسكت صلى الله عليه وسلم مرة، واثنتين، وأجاب في الثالثة: لو قلت نعم لوجبت..إذن هي ليست واجبة..

فلم يفترض الناس على أنفسهم ما لم يفرضه الله عليهم.. وألا يذكر هؤلاء قول النبى صلى الله عليه وسلم رواية عن ربه " وما تقرب إلى عبدى بشيء أحب إلى مما افترضته عليه.. وقد يقول قائل "ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه".. إكمالا للحديث السابق وتكرار الحج والعمرة نافلة.. وأي نافلة ؟!

والسؤال لمن يقول ذلك: أيهما أنفع للمسلمين وفقرائهم أن يكرر الحاج حجته أو عمرته أعواما عديدة بآلاف الجنيهات.. أم يتجه بفائض ماله للفقراء والمساكين والمساهمة في صناديق الخير والبناء والتنمية.