رئيس التحرير
عصام كامل

«شجرة مريم.. حامية المسيح».. انحنت لإخفاء العائلة المقدسة من جنود هيرودوس.. سقطت عام 1656 وأعيد زراعتها.. يتبارك بها الأقباط.. و«كف مريم» يستخدم في علاج تأخر الحمل وتسهيل الولادة

رحلة العائلة المقدسة
رحلة العائلة المقدسة - صورة ارشيفية

كثيرة هي الأماكن التي ارتبطت في مصر برحلة العائلة المقدسة (السيد المسيح والسيدة العذراء مريم) واللذان هربا من فلسطين إلى مصر خوفا من ظلم هيرودس ملك اليهود الرومانى.


وتبدأ قصة العائلة المقدسة مع أرض مصر حينما علم هيرودس أن هناك مولودا ولد وسوف يكون ملكا على اليهود مما إصابة بحالة من الاضطراب والخوف على مملكته جعلته يسير على خطى فرعون في الأمر بقتل جميع الأطفال في منطقة بيت لحم وكذلك جميع حدودها من سن عامين وأقل وخوفا من ظلم الملك اضطرت السيدة مريم إلى الهرب خوفا على حياة وليدها، وكانت مصر هي أحد أهم المحطات في تاريخ العائلة المقدسة.

رحلة الهروب

إلا أن رحلة الهروب لم تكن بالأمر اليسير ووقعت عدد من المعجزات في الأماكن التي كان ينزل بها رسول الله عيسى بن مريم ومن هذه المعجزات أن التماثيل والأصنام كانت تتساقط وتتهشم على أثر مروره بها وبطبيعة الحال اخذ الناس يتناقلون هذه الأخبار والتي وصلت إلى مسامع الملك الذي أمر جنوده بالبحث عن العائلة المقدسة وقتل الطفل.

وحينما اقترب السيد المسيح والسيدة مريم من منطقة المطرية بالقاهرة كان جنود الملك يلاحقونهم مما اضطرهما إلى الاختباء تحت إحدي الأشجار والتي انحنت عليهما بأغصانها وأخفتهم تماما عن أعين رسل هيرودس حتى مر الركب ونجوا من شرهم لتعرف الشجرة فيما بعد باسم "شجرة مريم" والتي أصبحت تعتبر أحد أهم الآثار القبطية المعروفة في القاهرة.

يحيط بالشجرة حاليا سور كبير ويتوسطه حديقة وسقطت الشجرة عام 1656 بعدما أصابها الوهن مما دفع جماعة من الكهنة بأخذ فرع من فروعها وزرعها بالكنيسة المجاورة لمنطقة الشجرة والمسماة بكنيسة الشجرة مريم حتى نمت الشجرة وتفرعت ليؤخذ بعد ذلك أحد افرع هذه الشجرة ويزرع بجوار الشجرة الأصلية العتيقة.

وقد ارتبطت بالشجرة عدد من القصص منها ما قاله المؤرخ الإسلامي المقريزى والذي أكد أن العائلة المقدسة استراحت بجوار عين ماء وغسلت السيدة مريم فيها ثياب المسيح وصبت غسالة الماء بتلك الأراضي فأنبت الله نبات البلسان –الذي يستخرج منه عطر البلسم - مكان تلك المياه وهو النبات الذي لا يزرع في أي منطقة أخرى إلا بالمطرية.

كما اعتبر البعض أن الشجرة مباركة ويمكن استخدامها في علاج المشكلات النفسية والأمراض، ويؤكد البعض أن هناك عشبة تسمى بـ"كف مريم" تنمو بجانب الشجرة ولها العديد من الفوائد منها علاج تأخر الحمل أو تسهيل الولادة بالإضافة إلى استخدامها كعلاج للبرد عند الأطفال من خلال حرقها واستنشاق الدخان المتصاعد منها.

وبالإضافة إلى ذلك، يعتبر البعض أن عشبة "كف مريم" تقضي على عدد من الميكروبات والأمراض منها البهاق والبرص والبواسير بالإضافة إلى عدم اتزان الهرمونات لدى النساء.
الجريدة الرسمية