رئيس التحرير
عصام كامل

«العيد في الستينيات».. الكل يتصافح بعد الصلاة.. «باب الخلق» أشهر أسواق بيع «الخرفان» في ذلك الوقت.. وهؤلاء كانوا هناك وقتها «بائعي العرقسوس وجرادل الحاجة الساقعة وال

 مظاهر العيد
مظاهر العيد

تختلف مظاهر العيد من جيل لآخر، ولكل جيل عادات وتقاليد تميزه عن غيره، ففي مصر الستينيات، فترة الزمن الجميل، حرص المصريون على الاحتفال بعيد الأضحى بأداء صلاة العيد في الساحات العامة والميادين وإعداد الأكلات التقليدية والقيام بتوزيع الأضاحى على الفقراء وغيرها.


الصلاة.. والمصافحة
اعتاد المسلمون تحية بعضهم البعض فور انتهائهم من أداء صلاة العيد حيث يقوم كل مسلم بمصافحة المسلم قائلًا: "تقبل الله منا ومنك" و"كل عام وأنتم بخير". واعتادوا على زيارة أقاربهم ومعايدتهم.

باب الخلق
كان شراء الأضاحى خاصة الخراف كان من أهم ما يشغل الناس قبيل العيد، فكثير منهم كانوا يعتبرون شراء الخروف وذبحه عادة لا يستطيعون قضاء العيد بدونها لذلك يدبرون المال اللازم لشرائه.

وأشهر الأسواق التي كانت تبيع الخراف بالقاهرة تقع بميدان باب الخلق، الذي يفد إليه تجار الماشية من مختلف القرى، ويمكثون به حتى ليلة العيد، ويأتى المشترون فيطوفون بالسوق ليشتروا ضالتهم من الخراف، من ناحية الوزن والسعر، وتدور مساومات بين البائع والمشترى على ثمن الرطل الواحد منه، لحما وعظما وصوفا، فإذا تم الاتفاق بينهما وزن الخروف ودفع الثمن. ويتراوح ثمن الرطل الواحد بين "قرش ونصف القرش" و"قرشين" حسب شطارة الزبون.

الفتة
اعتاد المصريون تناول أكلات تتناسب مع الأعياد والمناسبات، وتظهر "الفتة" كأشهر أكلات عيد الأضحى التي لا تخلو منها مائدة، وكثيرا ما كانت للفنانين ذكريات مع عيد الأضحى.

بيئة العيد
لم يكن هذا الزمن، مكتظًا بالسيارات والزحام، فكان الكورنيش مكان هادئ للمرح واللعب بين الأطفال، وكان ينتشر على الشاطئ بائعو المشروبات المثلجة «الجرادل» وكذلك بائع العرقسوس الشهير الذي يضرب بصاجاته النحاسية حركات أشبه بالنغم المنتظم ويردد على الأطفال «عرقسوس ياعطشان اشرب شفا.. وخميرة» حيث كان العيد من أهم المواسم لعمله، ولا يخلو الجو من وجود بائع «الدندورمة» أو الجيلاتى حاليًا، ورغم وجود الترمس في البيوت من تسالى العيد إلا أن له طعمًا آخر مع بائعه في عربته الصغيرة بالبيع في قراطيس من ورق الكراسات وكذلك بائع الصفافير والبالونات.

الاستعداد للعيد
وكان يسهر الناس ليلة العيد في ابتهاج وسرور حيث أعدوا الحلوى لتقديمها للأهل والزوار ويأخذ رب الأسرة زينته ويصطحب أولاده إلى المسجد لأداء صلاة العيد كما اعتاد الناس زيارة المقابر للتصدق على أرواح موتاهم، فيما يحرص الشباب والأطفال على الخروج في جماعات للنزهة على الكورنيش الذي يشهد ازدحامًا هائلًا. وكانت مدافع القلعة تطلق أيام العيد الثلاثة في أوقات الصلاة الخمسة، وفى طلعة العيد كانت النساء المصريات خاصة في الريف وصعيد مصر تحرصن على تقديم كعك على هيئة «حلقات» محلاة بالسكر ليوزع على الفقراء في المقابر وفى معتقداتهن أن ملاك الرحمة يقوم بتعليقها من منتصفها في أحد فروع شجرة الحسنات.

احتفالات العيد
فبين مرجيحة خشب وعازف بيانولا في «البوصيرى» وقرداتى على الكورنيش، تزداد البهجة بين الأطفال والصغار والكبار على حد سواء، في العيد ولا يخلو العيد من التنزهات في الحدائق العامة وركوب المراجيح واللعب في الملاهى، وتبرز ملامح الزمن القديم وتحديدًا مطلع القرن العشرين في شكل الأرجوحة المربوطة بالحبال على عروق خشبية ومثبت في الحبل جلدة خشبية تكفى شخصًا واحدًا والأرضية من تراب حيث تقوم بعمل دورانات كاملة ومتتالية، ومن المراجيح إلى النشان بالبندقية واستعراض العضلات عن طريق دفع القطار الحديدى الموجود حتى الآن من مظاهر العيد والموالد أيضًا، كل ذلك بعد الحصول على العيدية والفكة من الملاليم والقروش البسيطة والإسراع لتأجير الكرنك والعجل.
الجريدة الرسمية