رئيس التحرير
عصام كامل

الجامعة العربية تدين سياسة التطهير العرقي التي تنتهجها إسرائيل تجاه الفلسطينيين قبل أكثر من ٦٠عاما..قطاع فلسطين: تصريحات وزير الزراعة الإسرائيلي تعكس توجها للخلاص من بدو فلسطين.. منع البدو من الإنجاب

 جامعة الدول العربية
جامعة الدول العربية - صورة ارشيفية

أدانت جامعة الدول العربية وبشدة هذه السياسة العنصرية الإسرائيلية، وما صرح به وزير الزراعة في الحكومة الإسرائيلية "يئير شمير" وقالت الجامعة العربية في بيان وزعته الجامعة العربية إنه كان يعكس توجها واسعا وسياسة تمييز عرقي للخلاص من بدو فلسطين، وطالبت الجامعة بملاحقة مرتكبي السياسة العنصرية خاصة أنهم جزء من الحكومة الإسرائيلية الحالية.


وقالت الجامعة إن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لا تزال تمارس سياسة التطهير العرقي منذ أكثر من ستة عقود ضد الشعب الفلسطيني، وبشكل خاص يتعرض بدو فلسطين لهذا التطهير العرقي منذ عام 1947 ونال البدو الفلسطينيين في منطقة النقب قسطًا وافرًا من هذا التطهير.

وأضافت أن ما صرح به وزير الزراعة في الحكومة الإسرائيلية "يئير شمير" إنما كان يعكس توجها واسعا وسياسة تمييز عرقي للخلاص من بدو فلسطين، إن البدو هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ويعيشون حياة البداوة قبل تواجد الأديان في هذا الجزء من العالم. وهي كذلك ليست مقتصرة على فلسطين فهي في كل دول الشرق الأوسط بل وحياة البداوة والبدو الرحل يتواجدون في كثير من قارات العالم ولقد تعرض بدو النقب منذ عام 1948 لمصادرة أراضيهم الزراعية وهدم قراهم وترحيلهم قسرا، كما عملت حكومة إسرائيل على تهجير القبائل البدوية المتواجدة في محيط القدس وغيرها كقبائل الكعابنة والهذالين والجهالين والرشايدة، ومما لاشك فيه أن ما قاموا به تجاه "قرية العرقوب" يعد أكبر دليل على الإصرار المتعمد على ذلك، إذ قاموا بهدمها 62 مرة.

وقالت إن اخطر ما في التصريح العنصري لـ"يئير شمير" هو ليس فقط مصادرة الأراضي وترحيل السكان قسرًا -وهو انتهاك صريح لمبادئ القانون الدولي- بل هو الذهاب إلى منعهم من الإنجاب وهو ما استعمل من قبل النازية قبيل الحرب العالمية الثانية، إلى أن هزم هذا المنطق من قبل الدول المتحضرة في العالم التي لا تقبل بـ"مبدأ النقاء العرقي"، وإنما المساواة بين البشر كما جاء في ميثاق الأمم المتحدة.

ومن المعروف أن يئير شمير هو ابن رئيس وزراء إسرائيل السابق إسحاق شمير وهو الذي ارتكب الكثير من المذابح والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني حينما كان ينتمي إلى "منظمة ليحاي" وقد وضع على قائمة الإرهاب الدولي في حينها، وهو من ذهب ممثلا لإسرائيل في مؤتمر مدريد الدولي وكان بصحبة رئيس الوزراء الحالي الذي ينتمي لنفس هذا التيار وفي حينها قال شمير: "سأفاوضهم عشرات السنين حتى لا يصلوا لسلام"، وهو ما يحدث الآن.

وأكدت الجامعة العربية أن "سياسة التطهير العرقي" المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني كان قد فضحها وكشف أبعادها الكاتب والمؤرخ الإسرائيلي البارز "ألان بابيه" في كتابه "التطهير العرقي في فلسطين"، هذا الكتاب أوضح بما لا يجد مكانا للشك أننا مقدمون على سياسة خطيرة مستمرة سوف تُحدث اضطرابا واسعا في منطقة الشرق الأوسط إذا ما تم تنفيذها،

كما أن "أبراهام بورج" والذي كان رئيسًا للكنيست (البرلمان الإسرائيلي) ورئيسًا للوكالة اليهودية كان قد أصدر كتابا تحت عنوان "حتى ننتصر على هتلر" يقول فيه "إن السياسة والاحتلال والعسكرة، تقتل شيئًا فشيئًا روحية اليهودية"، كما عبر فيه عن غضبه وقلقه من تراجع القلق وتجذر النزعة العسكرية وعبادة القوة، وسخر من ذلك بقوله: "لنقتل عربيًا، وعربيًا آخر. يا الله! لا بأس، وفي النهاية نرى أكوامًا من الجثث الفلسطينية!"، وأضاف أن "اليوم الأهم في حياة دولة إسرائيل عندما نعقد صفقة جيدة مقبولة علينا وعلى أعدائنا-جيراننا، ولا نحتاج إلى القنبلة".

وقال البيان: لعل ما وضعته الحكومة الإسرائيلية الحالية من سياسة للتطهير العرقي تمثلت في "مخطط برافر" لترحيل الفلسطينيين من النقب، وهو الأمر الذي يمثل إحدى خطوات هذه السياسة.

وأكد البيان أن هناك مسئولية كبيرة تقع على عاتق الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لحماية ميثاق الأمم المتحدة وإلزام الدول جميعها بضرورة احترامه، كما أن الأمن والسلم الدوليين مسئولية جميع دول العالم للحفاظ عليها حتى لا يعود العالم إلى فترات سابقة تستباح فيها الحقوق والأراضي والدماء، وهو ما يحدث للشعب الفلسطيني الآن في أرضه وأبنائه ومياهه ومقدراته وتاريخه ومقدساته وأطفاله، ثم تأتي مثل هذه السياسات التي تريد أن تطهره عرقيا بشكل مباشر وتمنع تكاثره.
الجريدة الرسمية