رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الخارجية البحريني: ندعم «السيسي» في حربه ضد الإرهاب.. نرفض التدخل في الشأن المصري.."حزب الله" تنظيم إرهابي.. يجب إنهاء الاحتلال الإيراني لجزر الإمارات.. وحان وقت إعلان دولة فلسطين

الشيخ خالد بن أحمد
الشيخ خالد بن أحمد بن محمد ال خليفة، وزير الخارجية البحريني

أكد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير الخارجية البحريني، أن الظهور المتزايد للجماعات الإرهابية، الذي أخذ أبعادًا مختلفة في عالميته وانتماءاته، واستشرى في منطقتنا بصورة أكثر وحشية وضراوة، فأصبحت تلك الجماعات لا تستهدف حياة الأفراد فحسب، بل زادت أيضًا في ممارساتها اللاإنسانية من القتل الجماعي، وقطع الرءوس علانية واضطهاد الأقليات العرقية والدينية، وتشريدهم وهدم موروثهم الحضاري والثقافي يمثلا التحدي الأول أمام دول المنطقة.


وأوضح آل خليفة في كلمته أمام اجتماعات الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن هذه الجماعات الإرهابية الطائفية، كالقاعدة و"داعش" و"حزب الله" الإرهابي وامتداداته ونظائره، يجندون المقاتلين، بهدف تقويض الأمن وإشاعة الفوضى وإسقاط الدول.

وشدد على أن مواجهة الإرهاب تأتي على ثلاثة محاور رئيسية وهي المحور الأمني والعسكري، ومن هنا انطلقت مسئولياتنا المشتركة مع الدول الشقيقة والحليفة للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي حيث ساهم سلاحنا الجوي بالتعاون مع تلك الدول باستهداف بعض مواقع هذا التنظيم، مضيفا إن المملكة ترحب بقرار مجلس الأمن 2178 الصادر في 24 سبتمبر 2014، الذي ركز على تجنيد المقاتلين الأجانب، وفي هذا السياق نؤكد مواصلتنا للمراقبة الدقيقة للحدود والمنافذ ومنع اتصال مواطني المملكة بالجماعات الإرهابية، أو الانضمام إليها، واعتقال كل من يثبت انتماؤه إلى أي منها فور عودته إلى البلاد وإحالته إلى القضاء.

وتابع وزير الخارجية البحريني، أن المحور الثاني فهو محاربة الفكر الأيديولوجي الذي يحرف الفطرة الإنسانية ويشوه تعاليم الدين الإسلامي الحنيف عن جوهرها، ويسيء إلى مبادئها. وهنا تكمن أهمية دور رجال الدين والعلماء المسلمين في التصدي لهذا الفكر الضال، لافتا إلى أن المحور الثالث فهو المحور المالي عبر تجفيف مصادر الدعم والتمويل لجماعات الإرهابية.

ورأي آل خليفة، أن التحدي الثاني أمام دول المنطقة يتمثل في الأطماع السياسية والسعي نحو الهيمنة وبسط النفوذ، وعدم احترام سيادة الدول والتدخل في شئونها الداخلية، والذي عانت منه جميع دول المنطقة دون استثناء، عن طريق تصدير ثورات الفتنة والفوضى وتدريب الإرهابيين، مما يعد انتهاكًا للقوانين الدولية، وخرقًا لمبادئ الأمم المتحدة.

وأكد آل خليفة، دعم مملكة البحرين دعمها للرئيس عبد ربه منصور هادي وللجهود الكبيرة التي يبذلها لإنجاح التوافق الوطني، وساهمت في إرساء دعائمه المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مشددا على أن العراق الشقيق، يعانى من التدخل السافر وانعدام الأمن ومحاولات الهيمنة وإشاعة الفوضى.

وأوضح وزير الخارجية البحريني،أن انتخاب رئيس للجمهور وتشكيل حكومة عراقية سيساهم في ترسيخ أمن واستقرار العراق، وحماية سيادته وسلامته الإقليمية، وتعزيز جسور تواصله مع أشقائه في إطار محيطه العربي الطبيعي.

وأكد آل خليفة، أن الحل للأزمة السورية وإنهاء نزيف االدم يتمثل في عملية سياسية متكاملة تحقق الإصلاح والتعددية السياسية، مشددا على ضرورة إزالة كافة العوائق أمام إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين واللاجئين السوريين، وفقًا لقرارات مجلس الأمن الخاصة بالمساعدات الإنسانية.

ورحب وزير الخارجية البحريني بالتطور الديمقراطي الذي شهدته مصر، وتنفيذها لخارطة المستقبل بإصدار دستور يعكس إرادة الشعب المصري، والانتهاء من الانتخابات الرئاسية، والإعداد لإجراء الانتخابات النيابية، بما يؤدي لاستكمال المؤسسات الدستورية للدولة، مؤكدا رفض مملكة البحرين التام لأي تدخل في شئون مصر الداخلية.

وأعرب وزير الخارجية، عن تأييد البحرين للجهود التي يبذلها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومساندة إجراءاته في محاربة الإرهاب، والحفاظ على أمنها واستقرارها، ومواصلة دورها الإستراتيجي الفاعل في الأطر العربية والإقليمية والدوليةن مشيدا بالمبادرة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، بالإعلان عن "قمة مصر الاقتصادية" بهدف مساندة مصر وتنمية اقتصادها.

وأكد على موقف مملكة البحرين التاريخي والمبدئي والثابت بالتضامن مع المملكة المغربية الشقيقة ودعمها الكامل لمبادرتها الخاصة بالحكم الذاتي في الصحراء المغربية في إطار السيادة المغربية ووحدة التراب المغربي، ووفقا للشرعية الدولية.

وفي الشأن الليبي، فإن مملكة البحرين تعرب عن قلقها البالغ لتدهور الأوضاع الأمنية في دولة ليبيا الشقيقة، جراء أعمال العنف التي تقوم بها الجماعات الإرهابية، وتداعيات ذلك على استقرار الدول المجاورة. وإن مملكة البحرين تدعم المؤسسات الدستورية الشرعية المتمثلة في مجلس النواب المنتخب، كما ترحب بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة السيد عبدالله الثني، آملين في تحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة وسلامة هذا البلد الشقيق.

وأعلن وزير الخارجية البحريني جهود مجموعة (5+1) مع إيران، للتوصل إلى حل سريع لملف البرنامج النووي الإيراني وفقا لأحكام معاهدة عدم الانتشار واتفاقية السلامة النووية، بما يضمن الاستفادة من التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية التي هي حق طبيعي للدول كافة في إطار الضمانات الدولية.

وأكد دعمه لجهود اتلفلسطنية لحل عادل للقضية الفلسطنية واقامة دولة فلسطنية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفقًا لمبادرة السلام العربية، وحل الدولتين، وعلى أساس الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

واشاد آل خليفة، بالدور المحوري الذي اضطلعت به مصر ومبادرتها التي تم من خلالها التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ونثمن عاليًا استضافتها، وبالتعاون مع مملكة النرويج، للمؤتمر الدولي حول دعم فلسطين وإعادة إعمار قطاع غزة خلال الشهر القادم.

وشدد على موقف البحرين الرافض لاحتلال إيران للجزر الثلاث الإماراتية الثلاث( طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، داعيا للاستجابة إلى مساعي الإمارات العربية المتحدة لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
الجريدة الرسمية