رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان من 33 سنة فقط لا غير!!


إن جماعة الإخوان المسلمين تعتبر حتى الآن البديل الوحيد والممكن لنظام الحكم، وإن هدف الجماعات الإسلامية هو نفس الهدف القديم ألا وهو إقامة دولة إسلامية في مصر!


وأضافت مجلة "الإيكونومست" البريطانية: أن الجماعات ظهرت كمنظمة قوية تمامًا، وأنها تضم نخبة طلابية إسلامية وهي تعمل علانية في المدارس العليا والجامعات، وأن عدد أعضائها نحو مائة ألف عضو، وأن أعضاء الجماعة يتميزون بالنظام والإخلاص - السمع والطاعة - الشديدين، وهم موزعون في خلايا جيدة التنظيم، حيث يحشدون عشرة آلاف رجل وامرأة في شوارع أي بلدة أو مدينة مصرية خلال ساعات.

وأكدت المجلة، أنهم متعصبون وضيقو الأفق، وغير متسامحين، وهم على استعداد لاستخدام القوة ضد معارضيهم على الرغم من أنهم لا يظهرون أسلحتهم، وأكدت مجلة "الإيكونومست" أن الجماعات تتمتع بتأييد علني بين رجال الشرطة، ومن بينهم بعض الضباط ذوو الرتب المتوسطة!

وعن مصدر تمويل الجماعات، قالت "الإيكونومست": تأتي من السعودية ومن رجال الأعمال الذين يتسمون بالتقوى والورع، ونوهت المجلة إلى القوة المتزايدة للإخوان في السودان، وإن كان الرئيسان المصري والسوداني يحاولان استرضاء الميليشيات الإسلامية والمزايدة عليها.. 

من يصدق أن هذا التقرير في مجلة الدعوة، لسان حال الإخوان المسلمين، العدد التاسع والخمسون الصادر في شهر مارس من عام 1981!.. ضمن مقال مرشد الإخوان وقتها عمر التلمساني، ينتقد فيه التقرير وقد حذفت فقط أسماء السادات ونميري، حتى يفاجأ القارئ بأن التقرير عمره أكثر من 33 سنة، ولكنه يعبر بدقة متناهية عن الواقع الذي عايشته مصر في السنوات الأخيرة وحتى الآن، أريدك تلحظ أن الإنجليز حسدوا الواقع الحقيقي للإخوان والجماعات أكثر منا نحن الذين يعيشون بيننا، لاحظ مثلا أنهم متعصبون.. ضيقو الأفق.. غير متسامحين.. على استعداد لاستخدام القوة ضد معارضيهم.. مخترقي الداخلية.. التمويل من إخوان السعودية ورجال الأعمال..

هي نفس الأمور التي تيقن منها الشارع المصري والعربي خلال العامين السابقين، الغريب أن السيد عمر التلمساني يرفض هذا ويدعي كذبا قائلا: إن الإخوان لن يفكروا يومًا من الأيام في استبدال حاكم بحاكم.. ولو أراد الإخوان المسلمون الحكم لنالته أيديهم، وأن الإخوان لا يتآمرون ولا يخربون لأن أساس دعوتهم الحكمة والصراحة والوضوح!

الغريب أن عمر التلمساني يقول: إن نهج الإخوان المسلمين نهج إسلامي طال الأمد على افتقاده مئات السنين!..
أين الإخوان من الإمام محمد عبده، محمود شلتوت، عبد الحليم محمود، الشعراوي وغيرهم من عشرات العلماء الذين كانوا شيوخًا وأعلامًا للإسلام؟.. في المقابل قدم الإخوان وصلاح شادي، السندي، البلتاجي والعريان وبديع وعاكف ومحمود عزت، ومحمود حسين، وغيرهم!؟

الأيام تؤكد أن الإخوان كانوا كتابًا مفتوحًا ولكن المجتمع لم يفهم أهدافهم سوى أنهم أصحاب رسالة طيبة وهو استخدام التقية لتحقيق أهدافهم!!.
الجريدة الرسمية