سليم أردوغان العثماني
من يقرأ التاريخ يعرف جيدا أن الدولة العثمانية، وبالأحرى الاحتلال العثماني لمصر كان وبالا على مصر والمنطقة العربية كلها، فالعثمانيون عند دخولهم مصر "وهم مسلمون" قاموا بقتل وحرق العديد من القرى المصرية بل أصبحت الفسطاط خربة بعد تدمير معظمها.
ولم يكتف سليم الأول بما فعل بل قام بسرقة كل المقتنيات الدينية من مساجد العالم العربي ليضعها في إسطنبول، وليس ذلك فقط بل "أسر" كل الصناع المهرة وأصحاب الحرف وأرسلهم إلى تركيا لتكوين حضارة عثمانية من خلال هؤلاء.
وبدأ السلطان العثماني في تحويل مصر لولاية عثمانية تابعة لإسطنبول، ففرض ضرائب جديدة مثل ضريبة الزواج وضريبة الطلاق، ووضع معايير ومكاييل وموازين عثمانية بدلا من المصرية المعمول بها، وخرج المنادي في شوارع القاهرة أن التاجر الذي لا يلتزم بهذه الموازين يشنق على باب دكانه.
وبدأ العثمانيون في مصر بتفريغ العقلية المصرية تماما، فجعلوا الأزهر منارة العلم مجرد "كتاب" لتحفيظ القرآن والعلوم الشرعية بعدما كان منارة للعلم الديني والدنيوي قبل دخولهم إلى مصر، وأصدروا فتاوى بتحريم علوم كثيرة مما جعل العقل العربي يتوقف ويتراجع في مواجهة العقل الأوربي الذي استفاد من العلوم العربية وطورها واستطاعت أوربا في فترة وجيزة أن تصبح بها قوتين عظمييين هما بريطانيا وفرنسا.
إلى هنا وهذه الأمور بديهية، ولكن الومضة الثقافية التي جاءت مع الحملة الفرنسية نبهت المصريين إلى أن هناك شعوبا وحضارات تقدمت بسرعة خلف البحار، فشاهدوا المطابع وعلوم الكيمياء وطرائق الصناعة المختلفة والقوانين الجديدة، وبعد خروج الفرنسيين جاء محمد علي إلى سدة الحكم، وكان أهم إنجازاته البعثات العلمية لدول أوربا التي جعلت العقل المصري ينفتح على العالم وتبدأ حركة ترجمة كبيرة، ثم قام محمد علي بإنشاء جيش وطني مصري استطاع أن يصل لمنابع النيل ونصف الشام ويصل إلى الحجاز كلها وهنا شعر العثمانيون بالخطر، فكان التحالف مع عدوتها بريطانيا وفرنسا لإسقاط محمد علي وتقلصت مصر حول حدودها مرة أخرى.
وتظل الدولة العثمانية في سجال مع مصر بالتحديد حتى ألغى أتاتورك الخلافة وأصبحت تركيا دولة علمانية وأسماها علماء التاريخ الرجل العجوز بعد الوهن السياسي والترهل الاقتصادي الذي أصابها بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن محاولة عودة زمن غابر كان في فكر رجب طيب أردوغان الذي حاول مرة أخرى أن يعود إلى زمن الخلافة بأن تكون تركيا زعيمة للعالم الإسلامي بعد أن احتلت هذا المكان مصر عقودا طويلة، متناسيا أن التاريخ لا ينسى فظائع الاحتلال العثماني، فصنع مثلما صنع جده الأكبر سليم الأول ولكن بعصا الإخوان من تحرٍ وعنف وقتل وتفجير وتفخيخ ليسقط كل يوم شهيد مصري وتتلوث يده بدماء المصريين.
عداء أردوغان لمصر ليس في ذهنه فقط بل في ذهن كل سياسي تركي، نوع من الذاكرة تلقي في أرحام أمهاتهم كل قرن، فتنبت كراهية لمصر وللمصريين، بالرغم من أن الشعب التركي طيب ومسالم ولا يريد العداء، وشعبنا يحبه بدليل أنه يتابع المسلسلات التركية الطويلة بشغف دون ملل، ويعشق السياحة في بلادهم، ولكن تصرفات الساسة العثمانيين "الأتراك سابقا" تلغي كل هذا.
وبدأ العثمانيون في مصر بتفريغ العقلية المصرية تماما، فجعلوا الأزهر منارة العلم مجرد "كتاب" لتحفيظ القرآن والعلوم الشرعية بعدما كان منارة للعلم الديني والدنيوي قبل دخولهم إلى مصر، وأصدروا فتاوى بتحريم علوم كثيرة مما جعل العقل العربي يتوقف ويتراجع في مواجهة العقل الأوربي الذي استفاد من العلوم العربية وطورها واستطاعت أوربا في فترة وجيزة أن تصبح بها قوتين عظمييين هما بريطانيا وفرنسا.
إلى هنا وهذه الأمور بديهية، ولكن الومضة الثقافية التي جاءت مع الحملة الفرنسية نبهت المصريين إلى أن هناك شعوبا وحضارات تقدمت بسرعة خلف البحار، فشاهدوا المطابع وعلوم الكيمياء وطرائق الصناعة المختلفة والقوانين الجديدة، وبعد خروج الفرنسيين جاء محمد علي إلى سدة الحكم، وكان أهم إنجازاته البعثات العلمية لدول أوربا التي جعلت العقل المصري ينفتح على العالم وتبدأ حركة ترجمة كبيرة، ثم قام محمد علي بإنشاء جيش وطني مصري استطاع أن يصل لمنابع النيل ونصف الشام ويصل إلى الحجاز كلها وهنا شعر العثمانيون بالخطر، فكان التحالف مع عدوتها بريطانيا وفرنسا لإسقاط محمد علي وتقلصت مصر حول حدودها مرة أخرى.
وتظل الدولة العثمانية في سجال مع مصر بالتحديد حتى ألغى أتاتورك الخلافة وأصبحت تركيا دولة علمانية وأسماها علماء التاريخ الرجل العجوز بعد الوهن السياسي والترهل الاقتصادي الذي أصابها بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن محاولة عودة زمن غابر كان في فكر رجب طيب أردوغان الذي حاول مرة أخرى أن يعود إلى زمن الخلافة بأن تكون تركيا زعيمة للعالم الإسلامي بعد أن احتلت هذا المكان مصر عقودا طويلة، متناسيا أن التاريخ لا ينسى فظائع الاحتلال العثماني، فصنع مثلما صنع جده الأكبر سليم الأول ولكن بعصا الإخوان من تحرٍ وعنف وقتل وتفجير وتفخيخ ليسقط كل يوم شهيد مصري وتتلوث يده بدماء المصريين.
عداء أردوغان لمصر ليس في ذهنه فقط بل في ذهن كل سياسي تركي، نوع من الذاكرة تلقي في أرحام أمهاتهم كل قرن، فتنبت كراهية لمصر وللمصريين، بالرغم من أن الشعب التركي طيب ومسالم ولا يريد العداء، وشعبنا يحبه بدليل أنه يتابع المسلسلات التركية الطويلة بشغف دون ملل، ويعشق السياحة في بلادهم، ولكن تصرفات الساسة العثمانيين "الأتراك سابقا" تلغي كل هذا.
سؤال للشعب التركي الجميل.. هل يرضيك؟