رئيس التحرير
عصام كامل

خالد صالح.. «الفيلم» الذي أضحك وأبكى و«مات».. بطل ثانٍ في السينما وأول عند الجمهور.. هدوؤه في «تيتو» دفعه للانفعال بـ«حرب إيطاليا» حتى «التقمص» في 

الفنان الراحل خالد
الفنان الراحل خالد صالح

جاءت أعمال خالد صالح إبداعية، حيث قام بلعب دور البطل الثاني في أغلبها ومن هنا كان تميزه.

رحل "تاجر السعادة" و"سلطان الغرام" عن عالمنا فجر الـ 25 من سبتمبر على طريقة "سبتمبر الأسود"، رحل "المسحراتي" جسدًا لكنه باقٍ في قلوب وعقول الملايين لأجيال متعاقبة، الفن الراقي في "الحرامي والعبيط"، التقمص الشديد بـ "ابن القنصل"، الهدوء في "تيتو"، الانفعال في "حرب أطاليا"، خالد صالح "فن يسير على قدمين".


أعماله أصبحت مصباحًا نستنير به في عصور الانحطاط والتردي، فهو لم يقدم السطحية أو الابتذال بل قدم الرومانسية والشر والكوميديا والسياسة، بكل وعي وصدق وإخلاص.

الرومانسية
قدم الراحل أعمالًا كثيرة، أظهر من خلالها طيبة ونقاء الشخصية التي يجسدها في أعماله، حقًا إنه "تمثيل" ولكن دائمًا في ظروف كثيرة يختلط الأداء التمثيلي بالواقعية الحسية للفنان أثناء أدائه في البلاتوه، فرأينا كيف أبدع الراحل في مسلسل "بعد الفراق" في عمل جعل منه بطلًا رمضانيًا ينتظر المشاهد أعماله الدرامية من عام إلى عام؛ لتأكده أن خالد صالح ليس مجرد فنان روتيني بل شخص يعلم كيف يبدع ويظهر مواهبه الفنية بشكل ملفت.

كما أبدع في "سلطان الغرام"، فهو بالفعل اسم ينطبق عليه بعدما حقق المسلسل نسبة مشاهدة جعلت منه العمل الأبرز في رمضان عام 2007، نال من خلاله الكثير من الجوائز والتكريمات بسبب أدائه الرومانسي الذي وصل إلى قلب المشاهد بواقعية شديدة.

السياسة
اعتمد خالد صالح منذ دخوله عالم التمثيل على الفن السياسي الذي تناوله في مسرحية "الغفير" مع محمد هنيدي وخالد الصاوي، حيث سرد لنا الراحل المشاكل التي يقابلها "الخفراء" من عدم دعم الدولة لهم، وإظهار بعض مشكلات الواقع في فترة الثمانينيات، ثم أكمل صالح على هذا المنوال حيث أكد ذلك بدوره في فيلم "هي فوضى" الذي اعتقد البعض أنه سبب حقيقي لقيام ثورة 25 يناير، من خلال تقديم دور أمين الشرطة الخارج على القانون "حاتم" الذي نال الكثير من الانتقادات الواسعة أيام حكم مبارك لعلم الحكومة وقتها بتأثر المشاهدين بـ "صالح" الذي أتقن الدور بشكل ملفت للغاية.

ولم يقف الراحل عند هذا الحد بل قدم مؤخرًا فيلم "فبراير الأسود" الذي قدمه بشكل كوميدي ومضمون سياسي بحت، ناقش من خلاله مبدأ "الكوسة" والمحسوبية مثلما عبر في الفيلم، من خلال عدم اهتمام الحكومة بالمواطن الذي يهتم بالبحث العلمي ومن ثم الاهتمام بذوي السلطات من قيادات داخلية وحكومية.

الكوميديا
أثبت صالح أنه يستطيع أن يضحك جمهوره كما رأينا في فيلم "ميدو مشاكل" مع أحمد حلمي، وأيضًا عندما قدم شخصية "بوبو" في فيلم 1/8 دستة أشرار، وأخيرًا ظهر صالح بشكل كوميدي من خلال فيلمه السياسي "فبراير الأسود" الذي قدم من خلاله الكوميديا السوداء.. كما قدم شخصية "عادل القنصل" في فيلم "ابن القنصل" بشكل كوميدي.

«الإفيهات»
ظهر في أعمال خالد صالح "إفيهات" بنوع جديد، أثرت في المشاهد بل تداولها الكثير خاصة عندما قال في فيلمه الأشهر "هي فوضى": "اللي مالوش خير في حاتم مالوش خير في مصر"، وأيضًا كلمة "أنا بابا يلا" الذي قالها في فيلم "تيتو" مع صديقه المقرب أحمد السقا، وغيرها من الإفيهات التي أصبحت تذكارا من الراحل إلى محبيه.
الجريدة الرسمية