رئيس التحرير
عصام كامل

أهمية زيارة السيسي للأمم المتحدة


وصل الرئيس السيسي إلى نيويورك أمس؛ لحضور قمة المناخ التي سوف تعقدها الأمم المتحدة غدًا، ثم ليلقى كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 سبتمبر، وربما سيلتقى ببعض أبناء الجالية المصرية...فلماذا نرى أن حضور السيسي مهم جدا؟

أولا: إن الرئيس السيسي ليس قادما لزيارة الولايات المتحدة، ولكن إلى الأمم المتحدة بدعوة رسمية من الأمين العام، وحتى رؤساء الدول المقاطعين لأمريكا يحضرون هذه القمة الأممية، ومنهم الرئيس الإيرانى على سبيل المثال.

ثانيا: إن حضور الرئيس بنفسه، هو تأكيد وتثبيت لشرعية الحكم الجديد أمام المجتمع الدولى في حضور جل رؤساء دول العالم، الذين يتطلعون لسماع رؤية الحكام الجدد في العالم وتقديم أنفسهم للمجتمع الدولى.

ثالثا: إن هذه المناسبة الدولية مهمة لتوضيح رؤية مصر للعالم في عدد من القضايا المهمة، وخاصة وأن الشرق الأوسط يموج على بركان من الاضطرابات والعنف والحروب الأهلية، مع ظهور منظمات سرطانية مثل داعش وغيرها تلتهم دولا عريقة بمساعدات مريبة من أطراف عدة.

رابعا: هذه الزيارة أيضا مهمة لتأكيد الدور الإيجابى الذي قامت به مصر في التهدئة بين حماس وإسرائيل، حيث حجزت لنفسها موقعها الدائم كوسيط سلام في هذه القضية لا يمكن الاستغناء عنه رغم محاولات بعض الدول عرقلة هذا الدور.

خامسا: إن الرئيس أوفد رئيس الوزراء لتمثيل مصر في القمة الأمريكية الأفريقية التي عقدت في واشنطن الشهر الماضى، وكانت هذه رسالة سياسية لها مغزاها لواشنطن التي دعت الرئيس قبل أيام فقط من انعقاد القمة، ولكن تحريض البعض على توتير دائم لعلاقة مصر بأمريكا لا يصب في صالح مصر، بل ويعطى للدول المتربصة فرصة لتوسيع الفجوة والإضرار بالمصالح المصرية.

سادسا: هذه الزيارة هي فرصة مهمة كذلك لتفعيل دبلوماسية القمم الثنائية لرؤساء الدول، فهى مناسبة يتجمع فيها معظم رؤساء دول العالم، وترتيب بعض اللقاءات الرئاسية المهمة مع قادة من مختلف قارات العالم.

سابعا: يقول البعض إن وفود تركيا وقطر وتونس يخططون للانسحاب أثناء كلمة الرئيس السيسي، ومن ثم إحراجه أمام دول العالم. أين الإحراج والعالم كله يعرف أن هؤلاء يشكلون المحور الإخوانى في الشرق الأوسط، وهم يعادون الحكم الجديد في مصر؟، فلا جديد في ذلك، وهناك 191 دولة أخرى إذا انسحب هؤلاء ومن ثم لا يشكل انسحابهم إذا حدث أي قيمة في هذه المناسبة الحاشدة، والأهم أن 20 دولة عربية وعشرات الدول الأخرى تقف في صف مصر، وسوف يستقبلون كلمة السيسي بترحيب شديد.

ثامنا: أتمنى أن ترتب غرفة التجارة المصرية الأمريكية لقاء للرئيس مع كبار المستثمرين والمحللين الماليين، لطمأنة رأس المال الأجنبى بأن مصر ترحب باستثماراتهم ومستعدة لسماع أي اقتراحات في هذا الصدد.

تاسعا: من المهم كذلك لقاء الرئيس بكبار قادة المنظمات اليهودية بأمريكا، نظرا لدورهم البارز سياسيا واقتصاديا وإعلاميا، ولإرسال رسالة للعالم بأن مصر ملتزمة بالسلام وبالوساطة كذلك من أجل السلام.

وأخيرا: هناك من يتخوف من أن تفسد مظاهرات الإخوان وشركائهم الزيارة خاصة وقد علمنا أن الإخوان قد حجزوا أربعة أماكن حول الأمم المتحدة للتظاهر ضد السيسي، مع تسليط بعض الصحفيين للغلوشة على الرئيس، ونحن نطمئنكم أن المصريين أيضا خططوا وحجزوا الأماكن للترحيب بالرئيس أمام مقر الأمم المتحدة، وأمام الفندق الذي سيقيم فيه الرئيس، وإذا خرج الإخوان بالعشرات وعلى أكثر تقدير بالمئات فنحن نتوقع ما لا يقل عن 15 ألف شخص سوف يذهبون للترحيب بالرئيس وقد رتب المصريون كل شيء لهذه الزيارة. أما عن اللقاءات الصحفية فعلى الجهات المصرية التي تعمل على ترتيب الزيارة أن تراعى بدقة الإقلال بقدر الإمكان من اللقاءات الإعلامية مع الرئيس مع غربلة المدعوين، خاصة وأنه في هذه الزيارة يمكن التحكم في الدعوات الصحفية من طرف الإدارة المصرية.

سيادة الرئيس..المصريون في الولايات المتحدة يستعدون للترحيب بالرجل الذي كان له دور بارز في تخليص مصر من كابوس الإخوان، ويعمل بكل جهده من أجل أن تأخذ مصر مكانها الذي يليق بها بين الأمم... فمرحبا بك بين شركائك في ثورة 30 يونيو المجيدة من أجل مصر وطن عزيز كريم حر لكل المصريين.
الجريدة الرسمية