رئيس التحرير
عصام كامل

جمال عبد الناصر لم يكن ناصريًا!!


لست ناصريًا، أنا ابن ثورة 23 يوليو، أدافع عما أنجزته لبسطاء مصر، وأعرف كل سلبياتها، وجمال عبد الناصر كان هو القائد والعقل للثورة، وبالتالي يتحمل أخطاء الثورة، كما يفاخر الناصريون بأنه الزعيم الذي لا يبارى، والحقيقة كلما جاء شهر سبتمبر فإنه يحمل الكثير من الهموم أبرزها رحيل الزعيم جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر، ورحل بطريقة وبصورة جعلت العالم يقف على قدم مذهولا من الحدث الجلل، مازلت أتذكر ذلك اليوم الذي أظلمت الدنيا أمامنا بخبر وفاة الرئيس والزعيم.


عمومًا اليوم، سأتعرض لمواقف لهذا الرجل ليست سياسية أو إعجازية ولكنها تكشف عن شخصية هذا المصري الذي جاء من تراب مصر بحق، يروي عبد الحكيم جمال عبد الناصر موقفًا حدث بين جمال عبد الناصر رئيس الدولة المصرية والسيدة حرمه، بعد نكسة 5 يونيو 67، التي بسببها تم نقل الكلية البحرية إلى الشقيقة ليبيا، كان عبد الناصر يستعد للسفر إلى ليبيا فلما علمت بذلك الزوجة، قالت لزوجها - جمال عبد الناصر-: سفرك إلى ليبيا فرصة أسافر معاك أشوف ابننا عبد الحميد (الذي كان طالبًا بالكلية الحربية)!!

قال عبد الناصر: الطائرة لن تتسع لو سافرتِ معنا..! قالت: للدرجة دي.. الطائرة لا تتسع لمجرد سفري معك أشوف عبد الحميد!!.. قال عبد الناصر: لأن سفرك معي يلزمني بأخذ كل أمهات الطلبة الموجودين في الكلية البحرية!!..

سافر جمال عبد الناصر إلى ليبيا وعاد، وكان أول سؤال للزوجة الأم لزوجها بعد عودته: كيف حال ابننا عبد الحميد!؟ وكانت المفاجأة أنه قال لها إنه لم يلتقِ به، ولم يسأل عنه لأنه كان في ليبيا كرئيس مصر وليس كأب لعبد الحميد!.. وهناك القصة المعروفة رفض عبد الناصر بناء حمام سباحة صغير لأبنائه ويقوم الجيش ببنائه!..

هذا يكشف عن شخصية هذا الرجل الفريدة، ومنذ أيام قرأت قصة للكاتب الناصري المحترم أحمد الجمال، عندما اتصل جمال عبد الناصر بوزير الداخلية شعراوي جمعة، ليسأله لماذا اشترى طعامًا من جروبي - أفخم المحال وقتها- لعزومة أقامها شعراوي في بيته، ولماذا لم تقم زوجته بإعداد العزومة!؟ وعندما علم أنها مريضة، نبه عليه عندما يقوم بعزومة أخرى، بأن عليه أن يختار أن زوجته هي التي تعد العزومة أو تؤجل لو أن ظروفها لا تسمح!.. وفي النهاية، نبه عبد الناصر إلى أن يتخير من يدخل بيته!.. وكان الهدف من رسالة جمال عبد الناصر إلى شعراوي وغيره، أنه ليس منطقيًا أن الشعب يدفع الثمن من أجل المعركة وإزالة آثار العدوان والمسئولون يأكلون من أفخم المحال.

أذكر هذا وأتذكر ما كان يفعله الجاسوس محمد مرسي وأهله وعشيرته من سفه في قصر الرئاسة!.. لا أريد عبد الناصر آخر، ولا الناصرية؛ لأن جمال عبد الناصر لم يكن ناصريًا ولكن أريد زعيما يعيد للعدالة الاجتماعية قيمتها ومكانتها، وأشعر بذلك والملايين من الشعب المصري الذي ما زال ينتظر ذلك من السيسي!..
الجريدة الرسمية